رفضت إيران اتهام البيت الأبيض بأنها لا تزال تنتهك، منذ فترة، بنود الاتفاق النووي الذي وقعته مع قوى العالم الكبرى، بعد أن قالت طهران إنها بدأت تتجاوز الحد الذي يسمح به الاتفاق لإنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد عقب على إعلان إيران محذرا لها بأنها تلعب بالنار . وقال ترامب، حينما سئل إن كان لديه أي رسالة لإيران: لا توجد أي رسالة لإيران. إنهم يعرفون ما يفعلون، ويعرفون ما يخاطرون به، وأعتقد أنهم يلعبون بالنار. ليس لدي أي رسالة لإيران . تساءل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ساخرا: (هل أنتم) جادون؟ ، في رسالة نشرت على موقع تويتر، بعد أن جاء في بيان للمتحدثة الإعلامية للبيت الأبيض، ستيفاني غريشام، أنه ليس هناك شك في أن إيران كانت تنتهك بنود الاتفاق حتى قبل وجوده . ويعد القرار الإيراني أول خطوة كبيرة تتجاوز فيها بنود الاتفاق، منذ انسحاب الولاياتالمتحدة منه قبل أكثر من عام. ولكن ظريف قال إنه لا انتهاك للاتفاق في الخطوة التي اتخذتها، قائلا إن طهران تمارس حقها في الرد على انسحاب الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم البرلمان الإيراني، على لاريجاني، الثلاثاء ردا على ترامب، إن على الرئيس ترامب أن يدرك أن الإيرانيين يصبحون أكثر اتحادا إذا استؤسد عليهم. وأضاف: يجب أن يفهم ترامب أن من يستخدم لغة الاستئساد مع أمة متحضرة، يجعلها أكثر وحدة . ولكن تلك الخطوة، مع ذلك، قد يكون لها عواقب بعيدة الأثر دبلوماسيا، في الوقت الذي تحاول فيه دول أوروبية إبعاد إيرانوالولاياتالمتحدة عن الانزلاق إلى مواجهة بينهما. وجاءت الخطوة الإيرانية بعد أقل من أسبوعين من قول ترامب إنه أمر بشن غارات على إيران، ولكنه ألغى القرار قبل دقائق معدودة من موعده. وقالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، إن مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب الآن تجاوز حد ال300 كيلوغرام المسموح به. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب برنامج إيران النووي، بناء على الاتفاق، أن طهران قد تجاوزت الحد. وحثت القوى الأوروبية، التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق وتحاول الحفاظ عليه، طهران على ألا تتخذ أي خطوة أخرى قد تنتهك الاتفاق. يتناقض اتهام البيت الأبيض لطهران بانتهاك الاتفاق قبل وبعد التوقيع عليه في 2015، مع قالته رئيسة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جينا هاسبيل، في شهادتها أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي: إنهم حاليا، وتقنيا ملتزمون بالاتفاق . وقال داريل كيمبول، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، إن اتهام البيت الأبيض غير منطقي . وأشار إلى أن طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، اتفقا عند توقيع الاتفاق على خارطة طريق تعالج إيران من خلالها أسئلة الوكالة بشأن برنامج بحوث الأسلحة النووية، التي انتهت الوكالة والاستخبارات الأمريكية من تقييمها في 2003. هل يحظر تخصيب اليورانيوم على إيران؟ قال كيمبول أيضا، إنه ليس هناك أي قواعد دولية تحظر تخصيب اليورانيوم على إيران، كما قال بومبيو. وأضاف: هذا ليس هو الوضع الحالي، هذا هو موقف الولاياتالمتحدة . والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، التي يؤكد بومبيو أنها أسست لتلك القواعد، حل محلها قرار أصدره المجلس تحت رقم 2231، وقد رسخ هذا القرار الاتفاق النووي، وسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في إطار القيود التي ينص عليها الاتفاق. وقال إن أول من انتهك الاتفاق هو الولاياتالمتحدة، حينما انسحب ترامب منه، بينما لا تزال إيران ملتزمة به، ثم أعاد ترامب فرض عقوبات قاسية على إيران، كان الاتفاق قد علقها. وأضاف أن انتهاك إيران لا يؤثر في هدف الاتفاق الأساسي، وإنما هو خطوة سياسية تهدف إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي، والصين، وروسيا، لتعويض إيران عن الأضرار الخطيرة التي لحقت باقتصادها بسبب العقوبات الأمريكية.