تحقيقات واسعة في فضائح قطاع الفلاحة بتلمسان تواصل العدالة سلسلة المتابعات القضائية وعملية تطهير البلاد من الفساد والمفسدين، في حق كل من يشتبه في تورطه بقضايا فساد، وهذا بوضع العديد من المسؤولين رهن الحبس المؤقت والبعض الآخر تحت الرقابة القضائية، كل حسب التهم المنسوبة إليه. وفي السياق، أمر المستشار المحقق لدى المحكمة العليا بإيداع وزير العدل السابق، الطيب لوح، رهن الحبس المؤقت، حسب ما أفاد به بيان للنائب العام لدى هذه الهيئة القضائية. وأوضح ذات المصدر، أنه في إطار التحقيق المفتوح على مستوى المحكمة العليا، أمس الأول، تم الاستماع من طرف المستشار المحقق إلى الطيب لوح، وزير العدل السابق، المتابع بإساءة استغلال الوظيفة وإعاقة السير الحسن للعدالة التحريض على التحيز والتحريض على التزوير في محررات رسمية، وأضاف البيان أن المستشار المحقق قد أصدر أمرا بإيداع المتهم رهن الحبس المؤقت. ووجه القاضي المستشار بالمحكمة العليا للوزير لوح أربع تهم ثقيلة، اثنان منها منصوص عليه في قانون الوقاية من الفساد، حيث تلاحق لوح تهم إساءة استغلال الوظيفة، وإعاقة السير الحسن للعدالة والتحريض على التحيز والتحريض على التزوير في محررات رسمية. وينص قانون الوقاية من الفساد في المادة 33 على كيفية توجيه تهمة إساءة استغلال الوظيفة والعقوبات المسلطة فيها، حيث تعاقب المادة 33 بالحبس من سنتين إلى 10 سنوات كل موظف عمومي أساء استغلال وظائفه أو منصبه عمدا، كما تسلط غرامة مالية من 200 ألف دينار إلى مليون دينار على كل من تثبت في حقه تلك التهمة. وتشرح المادة، أن هذه التهمة توجه لمن تعمد أداء عمل أو امتنع عن أداء عمل على نحو يخرق القوانين والتنظيمات، كما تشترط هذه المادة أن يكون الخرق بغرض الحصول على منافع غير مستحقة للموظف العمومي أو لشخص أو كيان آخر. أما بالنسبة لتهمة إعاقة السير الحسن للعدالة، فإن المادة 44 من قانون الوقاية من الفساد تنص عليها وعلى العقوبات المسلطة فيها، حيث تعاقب المادة 44 بالحبس من 6 أشهر إلى 5 سنوات، وبغرامة مالية من 50 ألف إلى 500 ألف دينار، وتسلط هذه المادة على كل من عرقل سير التحريات أو حرّض على الإدلاء بشهادة زور أو منع الإدلاء بالشهادة أو تقديم الأدلة، ليشمل هذا الخرق كل من استخدم القوة البدنية أو التهديد والترهيب أو الوعد بمزية غير مستحقة أو عرضها أو منحها. شقيق اللواء هامل يودع الحبس المؤقت بوهران من جهته، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة جمال الدين بوهران، أمس الأول، بإيداع العقيد المتقاعد يماني هامل، الحبس المؤقت، شقيق اللواء المتقاعد عبد الغني هامل، المدير الأسبق للأمن الوطني. وكان يماني هامل قد جرى توقيفه الأسبوع الماضي، بعد الاشتباه بتورطه في قضايا نهب العقار، حيث ذكر اسمه التحقيقات التي أعقبت توقيف المدير الولائي للوكالة العقارية محمد مباركي، أين بيّنت التحقيقات التي أجرتها الشرطة القضائية لأمن وهران أن قرابة 100 هكتار من الأراضي ملك للدولة تم التلاعب بها، لتكشف التحريات أيضا تورط مسؤولين نافذين، منهم من استفاد من عقارات في بئر الجير بأسعار رمزية لا تفوق الألف دينار للمتر المربع الواحد. كما أظهرت تحريات الأمن، أن تلك التجاوزات تم تسجيلها خلال فترتي واليي وهران السابقين عبد المالك بوضياف وعبد الغني زعلان. وفي سياق متصل، تم إيداع مير السانية، بوناقة، الحبس في نفس قضية مباركي التي أطاحت بشخصيات نافذة. قطاع الفلاحة بتلمسان يجر عديد المسؤولين للتحقيقات وعلى صعيد مواز، قادت التحقيقات التي أجريت حول ملفات فساد بولاية تلمسان، المشتبه بالتورط فيها الإخوة خربوش ، إلى ذكر أسماء عدة مسؤولين كبار. وحسب مصادر متطابقة، فإن تحريات تجري حول أنشطة وصفقات للمشتبهين، إلى جانب استفادتهم من قروض بنكية. ومعروف عن الإخوة خربوش أنهم ناشطين في مجال الأعمال وتحديدا في تركيب العتاد الفلاحي والاستثمار الزراعي، وقد بينت التحقيقات الأولية أن الإخوة خربوش استفادوا بطرق مشبوهة من قروض بنكية كبيرة، وعقارات فلاحية. وحسب التحقيقات التي أجرتها المصالح المختصة تحت إشراف الجهات القضائية بولاية تلمسان، فقد أظهرت تورط مسؤولين كبار وإطارات مجليين في القضية. واستنادا لذات المصدر، فإن التحقيقات جرت 21 مشتبها بهم، منهم وزيران يوجدان رهن الحبس في سجن الحراش، كما ذكرت أسماء مسؤولين آخرين في التحقيقات حول أنشطة الإخوة خربوش ، على غرار مسؤولين في البنوك، كما تفيد و تشير المعطيات أن كل هؤلاء، إلى جانب إطارات بوزارة الفلاحة، سيخضعون للتحقيق في قادم الأيام، وذلك على مستوى محكمة سيدي امحمد بالعاصمة.