عمال مجمعات حداد.. طحكوت وكونيناف سيتلقون رواتبهم قريباً أعلن وزير المالية، محمد لوكال، أمس، أن تعيين السلطة القضائية لمتصرفين إداريين مستقلين من أجل تسيير الشركات التابعة لمجمعات حداد وطحكوت وكونيناف، سيسمح برفع التجميد عن الحسابات البنكية لهذه الشركات في أقرب الآجال. وستمكن مبادرة إنقاذ المؤسسات التي أودع رؤساؤها السجن على اثر متابعات قضائية، والتي جاءت بها لجنة قطاعية أنشأها الوزير الأول ووضعت تحت اشراف وزير المالية، لهذه الشركات بالعودة سريعا لتسيير منتظم ومتواصل لنشاطاتها، حسب ما أكده لوكال لوكالة الأنباء الجزائرية. وفي سؤال لمعرفة ما إذا كان مشكل الأجور غير المدفوعة لعمال هاته الشركات سيحل، بدوره أجاب الوزير بأن رفع التجميد عن الحسابات البنكية سيسمح تلقائيا لهذه الشركات بدفع مؤخرات الأجور. وأضاف بأن تعيين خبراء كمتصرفين اداريين لهذه الشركات، وفقا لما اقترحته اللجنة على العدالة، سيدعم ويساعد القدرات البشرية ومهارات التسيير في هذه الوحدات. وفي رده على سؤال حول أوجه الاختلاف أو التشابه بين مهمة المتصرف الاداري ومهمة المصفي بالنسبة للشركة، حرص الوزير على توضيح الفرق بين هاتين المهمتين المختلفتين تماما بل والمتعاكستين، على حد قوله. وأوضح قائلا: أحيانا، يتم الخلط بين المتصرف الإداري والمصفي. هذا الأخير يعين لتصفية شركة قبل حلها. أما المتصرف الإداري المستقلي، فمهمته بالعكس هي الحفاظ على الشركة والسهر على توفير جميع الظروف لضمان حسن تسييرها . وتابع: هذا هو تماما هدف الحكومة: تعزيز مالية ونشاط هذه الشركات في إطار الحفاظ على قدراتها الانتاجية ومناصب الشغل فيها. بعبارات أخرى، الهدف هو تحقيق النجاعة لهذه المؤسسات. البعض منها يساهم في الصفقات العمومية وهي بذلك تتمتع بدفتر طلبيات مهم وتتولى أيضا انجاز مشاريع صناعية مهيكلة بالنسبة للاقتصاد الوطني ، حسب توضيحات الوزير. وحول سؤال آخر لمعرفة ما إذا كانت صلاحيات المتصرف الاداري المستقل تشمل الحق في تسريح العمال، أجاب الوزير: مهمة المتصرف الإداري المستقل هي بالعكس الدفاع عن مصالح المؤسسة والعمال . وفي 22 أوت الماضي، أصدر قاضي التحقيق المخطر بملفات الشركات التابعة لمجمعات حداد وطحكوت وكونيناف أوامر بتعيين ثلاثة متصرفين اداريين من الخبراء الماليين المعتمدين قصد تسيير هذه المؤسسات. وفي بيان له، أوضح النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر أن تعيين هؤلاء المتصرفين جاء سعيا للحفاظ على استمرارية نشاطات هذه المؤسسات وضمانا لمناصب الشغل وللوفاء بما عليها من التزامات تجاه الغير. وهكذا، واضافة الى الحفاظ على عشرات الالاف من مناصب الشغل، سيسمح الاجراء الذي تقوده وزارة المالية، يضيف لوكال، باعادة بعث العلاقات البنكية والتجارية مع المتعاملين البنكيين والشركاء الدوليين بشكل عادي وفي اطار مناخ ايجابي. كما سيجنب هذه الاجراء الانعكاسات السلبية على ميزانية الدولة وشركات الضمان الاجتماعي التي قد يسببها عدم دفع الضرائب والاشتراكات لصناديق التأمين والتقاعد. وفي تلخيصه لأهم الأهداف التي تصبو اللجنة القطاعية المكلفة بمتابعة النشاطات الاقتصادية والحفاظ على الانتاج الوطني الى تحقيقها، ذكر لوكال الحفاظ على مناصب العمل وأدوات الانتاج والحفاظ أيضا على مصالح الدولة، في اطار الصفقات العمومية المبرمة مع الشركات المعنية. ويشكل تأمين السوق الداخلي، بالنظر الى الصفقات التي تحوزها هذه الشركات، ومواصلة المشاريع الصناعية قيد الانجاز وكذا الحفاظ على وتيرة الانتاج بالنسبة للشركات قيد الاستغلال، لاسيما في قطاع السيارات، أهم أولويات اللجنة، حسب الوزير.