مشروع مراجعة الدستور محل مشاورات واسعة سارعت عديد الأحزاب السياسية ومختلف فعاليات المجتمع المدني، بعد سبات طويل، إلى تقديم تصوراتها ومقترحاتها بشأن مشروع التعديل الدستوري الجديد، الذي يعتزم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، القيام به من أجل المضي قدما نحو قاطرة الإصلاحات وفقا عليه. وسيكون مشروع مراجعة الدستور محل مشاورات واسعة لدى الفاعلين في الحياة السياسية والمجتمع المدني قبل إحالته، وفقا للإجراءات الدستورية سارية المفعول، إلى البرلمان للمصادقة. وفي السياق، عبرت عديد الأحزاب والتنظيمات الطلابية وفعالية المجتمع المدني عن استعدادها لإثراء النقاش حول التعديل الديستوري الجديد، وأكدت أنها بصدد التحضير لجملة من المقترحات ستقدمها للجنة لعرابة، ريثما تنتهي من إعدادها. وفي السياق، و لإثراء النقاش حول التعديل الدستوري، نصب حزب جبهة التحرير الوطني لجنة خاصة بإعداد مقترحات لهذا الشأن، حيث يأمل أن تؤدي عملها بالجدية المطلوبة حتى تكون مساهمته في مستوى مكانته. وأوضح الأمين العام بالنيابة، علي صديقي، أن اللجنة التي تضم أساتذة وخبراء في القانون الدستوري وفي علم الاجتماع و الإعلام والعلوم السياسية، ستتناول بالتحليل والتشخيص والاستشراف تجربتنا الدستورية واستعراض المسيرة والحصيلة وقياس التطور الحاصل من خلال مقاربة متعددة الأبعاد: تاريخية، سياسية ووظيفية، وصولا إلى تعديل الدستور الذي قرره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. من جهتها، لم تقدم حركة حمس مقترحات واضحة بشأن التعديل الدستوري الجديد، حيث اكتفت بالتعليق على المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية حول هذا الإطار، ووصفها بأنها امر ايجابي، مؤكدة تلبيتها دعوة تبون في حال ما طلب منها ذلك، حيث توقع أمينها العام مقري إجراء التعديل الدستوري المذكور خلال الأربعة أشهر الأولى من هذه السنة، أي قبل نهاية افريل المقبل، ثم تليه انتخابات تشريعية مسبقة في الخريف القادم، ثم تتبعها انتخابات تجديد المجالس المحلية البلدية والولاية أواخر السنة الجارية. وعن المقترحات التي ستقدمه حمس بشأن التعديل الدستوري، كشفت انها ستفصح عنها خلال اجتماع مجلس الشورى غدا. بدوره، اقترح التنظيم الطلابي استحداث المجلس الأعلى للتربية والتعليم العالي والتكوين المهني، فضلا عن استحداث برلمان طلابي، وإقرار الحصانة النقابية للمنظمات الطلابية، فضلا عن فتح مكاتب تصويت بالأحياء الجامعية، حتى يتسنى للطلبة الإدلاء بأصواتهم الانتخابية، خاصة بالنسبة للطلبة المنحدرين من الجنوب والهضاب العليا، كما أكدوا على ضرورة إعطاء الجامعة مكانتها الحقيقية بشكل يسمح لها بأداء دورها خلال المرحلة القادمة، ويمكّنها من ترك بصمتها على التعديل الدستوري القادم، الذي يُعتقد أنه يجب أن يكون عميقا بدون المساس بالمبادئ الأساسية التي تناولها بيان أول نوفمبر. هذا وحدد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في رسالة تكليف لأحمد لعرابة، الذي أوكل إليه رئاسة لجنة خبراء مكلفة بصياغة مقترحات لمراجعة الدستور، المحاور الكبرى لهذا التعديل الذي سيطرح لاستفتاء شعبي بعد مصادقة البرلمان على نصه. من جهة أخرى،كلف تبون الأستاذ الجامعي في لجنة القانون بالأمم المتحدة، احمد لعرابة، برئاسة لجنة خبراء المكلفة بصياغة مقترحات مراجعة الدستور.