بعد موجة البرد والثلج التي اجتاحت جل ربوع الوطن تقريبا منذ الأسبوع الفارط، والتي ساهمت بشكل أو بآخر في حالة من الإستنفار زادها حلول الإضطراب الجوي الحالي، اتجهت كل الأنظار إلى الأجهزة الكهرومنزلية وأجهزة التدفئة بشكل خاص، حيث فاق العرض الطلب عليها عبر كل المناطق، ووجد أغلب المواطنين أنفسهم في رحلة بحث عن جهاز تدفئة يقيهم شر موجة برد لم يعهدها الجزائريون طوال حياتهم. ومن خلال جولة قادتنا إلى سوق الجملة المتواجد بالحميز وبعض محلات الأجهزة الكهرومنزلية المتواجدة بالعاصمة وضواحيها، وقفنا على هذه الظاهرة التي باتت حديث الساعة والهاجس الفعلي للكل، خاصة وأن التدفئة تشكل أحد أساسيات ومتطلبات العيش للإنسان عبر مختلف مراحله الحياتية. مواطنون يتسابقون للظفر بجهاز تدفئة ونتيجة قساوة الظروف الجوية الأخيرة، أقبل معظم المواطنين على مختلف أنواع أجهزة التدفئة التي وصفها جل المواطنين ب«أكثر من ضرورية»، في ظل الإنخفاض المحسوس لدرجات الحرارة بسبب تساقط الثلوج وغزارة الأمطار التي حلت ضيفا على الجزائر منذ أكثر من أسبوع وأكد العديد من المواطنين ل«السياسي» أن الأيام الأخيرة شهدت إقبالا منقطع النظير على مختلف أجهزة التدفئة التي فاق الطلب عليها العرض ولسان حال مواطنة من براقي يؤكد أن أجهزة التدفئة المنزلية المختلفة شهدت ندرة ملحوظة في المنطقة بأكملها منذ البدايات الأولى لسقوط الأمطار، وأفصحت أن جهاز تدفئة كهربائي منزلي كان يبلغ سعره 950 دج للمدفأة الواحدة، أما عن سعرها خلال الموسم الشتوي الحالي فقد حدّد بمبلغ 1500 دج للمدفأة، غير أن هذه المدفآت عرفت ندرة عبر كامل المنطقة منذ أسبوع، وكشفت المتحدثة أنها تفاجأت بسعر مدفأة في أحد المحلات مؤخرا، حيث حدّد ب3000 دج، أما مواطن من بلدية الأربعاء، فقد أكد أنه أجبر على التنقل مرارا وتكرارا ما بين محلات الأجهزة الكهرومنزلية للظفر بجهاز تدفئة غير أنه تفاجأ بندرتها عبر كل المحلات وإن حصل على بعض منها فهي بنوعية رديئة، وعن تجولات ذات المواطن فكانت في كل من بلدية سيدي موسى، الأربعاء، بوڤرة، أولاد سلامة، بوينان إلى أن تحصل على جهاز تدفئة بشق الأنفس في ضواحي البليدة، وأفصح مواطن آخر أنه لازال يحتفظ بمبلغ شراء جهاز تدفئة في جيبه بما أن كل محاولاته في الظفر على جهاز تدفئة باءت بالفشل، أما مواطنة من ولاية بومرداس فقد كشفت أن عاصمة الولاية شهدت إقبالا كبيرا على محلات الأجهزة الكهرومنزلية بهدف اقتناء مدفئة تخفّف من برودة الطقس الحالية. جولة في الحميز.. كشفت المستور تجولت «السياسي» في بعض محلات الأجهزة الكهرومنزلية لسوق الجملة بالحميز، لتقف على مدى توافد المواطنين على السوق، ونوعية الأجهزة التي يقبل عليها المواطنون، بالإضافة إلى الكم المتوفر من الأجهزة وكذا أسعارها. وأول بائع استضافنا، كشف أن الأجهزة الكهرومنزلية تعرف نقصا فادحا في كل محلات الأجهزة الكهرومنزلية على مستوى سوق الجملة، بالإضافة إلى التهاب الأسعار المحدّدة للبعض منها على الرغم من أن الكمية المتواجدة بالسوق هي نفسها المنتمية للمخزون الدوري، وأرجع النقص إلى نهاية موسم استيراد السلع إلى جانب قوانين المستوردين الذين يتحكمون في السلع، الكميات والأسعار وعن توافد المواطنين على أجهزة التدفئة، فقد وصفه ذات البائع ب«غير العادي»، الذي تضاعف استثناء مع موجة البرد التي تشهدها الجزائر مؤخرا، وأفصح أن شدة البرد أجبرت المواطنين على اقتناء هذه الأجهزة رغم ارتفاع أسعارها وعن النوعية المتواجدة، عبر في هذا الصدد قائلا «بعض العائلات باعت مجوهراتها لشراء جهاز تدفئة في حين أن البعض الآخر حرم نفسه من الأكل لاقتناء جهاز تدفئة»، وتطرق بائع آخر إلى ارتفاع الأسعار الذي مس مختلف أجهزة التدفئة على اختلاف أنواعها، وذهب بائع آخر على مستوى سوق الجملة بالحميز إلى القول أن الأجهزة الكهرومنزلية تشهد نقصا في السوق، وكشف أن أجهزة التدفئة المتوفرة بذات السوق ستشهد نفادا كليا غدا على أقل تقدير، أما بائع آخر بذات السوق فقد كشف أن نوعية الأجهزة الكهرومنزلية التي نالت إقبال المواطنين انحصرت في أجهزة التدفئة بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى أجهزة تسخين الماء قائلا «مختلف أجهزة التدفئة لاقت رواجا كبيرا عكس الأجهزة الكهرومنزلية الأخرى التي عرف أغلبها كسادا ملحوظا». وعن أسعار أجهزة التدفئة المتواجدة بذات السوق، فقد شهدت ارتفاعا عبر كل المحلات دون استثناء في حين عرض البعض أسعارا خيالية، فمثلا جهاز تدفئة منزلية كهربائي صغير المعروف ب«الريزيستونس» حددت أسعاره في أسواق الجملة سابقا ب700 دج أما سعره حاليا فب3500 دج للجهاز الواحد، وجهاز التدفئة المركزي العادي حدّد سعره سابقا ب4000 دج أما حاليا فأسعاره تتراوح بين 8000 و9000 دج والأجهزة التي كانت تباع ب6500 دج أصبحت أسعارها الحالية 1200 دج للجهاز، وكشف بائع آخر أن نار الأسعار مست حتى أجهزة تسخين المياه، فمثلا جهاز تسخين المياه حدّد في السابق ب1500 أما حاليا ب1750 الإضطرابات الجوية الأخيرة قلبت الموازين عبر كامل القطر الجزائري تقريبا، وأصبح هاجس الكل تلبية للمتطلبات الأساسية للعيش على غرار التدفئة، إلا أن هذه الإضطرابات الجوية قد غيرت الوجه الحقيقي للحياة جراء تفاقم المشاكل التي طالت يوميات الموطنين في القرى، المداشر والمناطق النائية بشكل عام.