جراد: المجلس سيساعد في صنع القرار ودعم الاقتصاد أشرف الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أمس بالجزائر العاصمة، على تنصيب البروفيسور محمد الطاهر عبادلية، رئيسا للمجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات. وقد جرت مراسم التنصيب بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحضور عدد من أعضاء الحكومة وإطارات القطاع. ياسمين. ب وفي كلمة له بالمناسبة، أكد جراد أن تنصيب رئيس المجلس يعتبر لحظة مشهودة ، لأن الأمر يتعلق -كما قال- ب أداة هامة لترقية البحث العلمي والمساعدة على صنع القرار ودعم الاقتصاد الوطني . وشدد الوزير الأول على أن المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات يجب أن يصبح فاعلا أساسيا لتحديد السياسة الوطنية للبحث العلمي . بدوره، ثمن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، إنشاء هذا المجلس الذي سيكون --مثلما قال-- لبنة جديدة في تعزيز دور العلم والبحث في الجزائر . من جهته، أعرب البروفيسور عبادلية عن استعداد هذه الهيئة، فور استكمال تركيبتها البشرية، في العمل بأقصى طاقاتها لتكون في مستوى رهانات وتحديات البحث العلمي والتكنولوجي في الجزائر. للإشارة، تقلد البروفيسور عبادلية عدة مناصب في قطاع التعليم العالي، حيث شغل منصب الأمين العام للوزارة وترأس عدة مؤسسات جامعية على غرار جامعات البليدة، بومرداس والبويرة. يذكر أن المجلس الذي صدر نصه التنظيمي بالجريدة الرسمية في نهاية الشهر المنصرم، يعد هيئة تحت وصاية الوزير الأول تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي والإداري وتضم 45 عضوا يتم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية، كما يعين رئيس المجلس بموجب مرسوم رئاسي. ويكلف المجلس بتحديد التوجهات الكبرى للسياسة الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي وبإبداء آراء وتوصيات، لاسيما في الخيارات الكبرى للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. ومن مهام المجلس تقييم السياسة الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي ونتائجها وكذا إعداد آليات التقييم ومتابعة تنفيذها وترقية الإبداع العلمي والتقني في الوسط الجامعي وادماجه في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع الحفاظ على القدرات العلمية والتقنية الوطنية وتثمينها وتعزيزها ودعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي للسياسات العمومية، بالإضافة إلى تنسيق نشاطات البحث ما بين القطاعات. ويدلي المجلس برأيه في كل مسألة تتعلق بتحديد السياسة الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي وتنفيذها وتقييمها، بالإضافة إلى تثمين نتائج نشاطات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي التي يعرضها عليه رئيس الجمهورية والحكومة والهيئات العمومية. لبنة إضافية في بناء نظام بحث علمي ناجح بدوره أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، أن إنشاء المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات يعد لبنة إضافية في بناء نظام بحث علمي ناجح . وقال شيتور أن الوزارة تلقت بارتياح كبير إنشاء المجلس الذي يعتبر لبنة إضافية في بناء صرح نظام بحث علمي ناجح .وأوضح أن الدور الأساسي لهذه الهيئة يتمثل في ضمان التواصل والتنسيق بين مختلف الدوائر الوزارية من خلال إبداء الآراء والتوصيات حول كل الموضوعات ذات الصلة بالبحث العلمي والتكوين التكنولوجي ، مشيرا إلى أن هذه الآراء الاستشارية التي يبديها المجلس تسمح بتفعيل العلاقات بين الجامعة ومراكز البحث والدوائر الوزارية والمحيط الاقتصادي والاجتماعي . وشدد الوزير على أن النظام الدولي الحالي يفرض علينا التحلي بوطنية اقتصادية وعلمية حقيقية ، مؤكدا عزم الوزارة على مواجهة التحديات العديدة التي يتعين مجابهتها على المدى القصير والمتوسط والطويل . وفي ذات السياق، اعتبر وزير التعليم العالي أن دور الجامعة الجزائرية لا ينبغي أن يبقى محصورا فقط في نشر العلوم والمعارف، بل يجب عليها التعبير عن طموحاتها لتصبح واحدة من الدعامات الكبرى للنمو الاقتصادي في البلاد . وأضاف أن الجامعة قادرة على أداء دور قوة اقتراح والمساهمة في الإنعاش الاقتصادي وتنمية البلاد، فضلا عن تأكيد قدرتها على أن تكون مصدرا حقيقيا لتكوين صانعي الثروة وأن تستجيب لحاجيات المجتمع . وقال الوزير أن الجامعة أثبتت اثناء الأزمة الصحية العالمية أنه باستطاعتها الاستجابة، جزئيا، للطلب المعبر عنه على المستوى الوطني ، مشيرا إلى أن العمليات التي قامت بها الجامعات ومراكز البحث ومخابره، على غرار صنع السوائل المعقمة والأقنعة ونماذج اجهزة التنفس الاصطناعي وفتح مراكز للكشف والاختبار في عشرة جامعات، لدليل كاشف على هذه الديناميكية . وأكد ان الوضعية الحالية في البلاد في ظل الأزمة البترولية تفرض علينا اتخاذ إجراءات استباقية تمر بتكييف التعليم والبحث في بلادنا بما يسمح لنا من تحقيق اكتفاء ذاتي علمي في ميدان التجهيز والانخراط بقوة في مسار الانتقال الطاقوي نحو التنمية المستدامة . وفي ذات الإطار، ذكر الوزير بالطاقات العلمية الهائلة التي يزخر بها القطاع، حيث تتكون من هيئة تدريس تقدر ب 63 ألف مدرس منهم أكثر من 20 ألف من المصف العالي (أستاذ، أستاذ محاضر أ) وحوالي 1700 ألف طالب ، مضيفا أن هذه الطاقات تسمح بتقديم خدمات جليلة لنشر العلم والمعرفة وضمان تكوين نوعي لطلبتنا .