تتواصل ولليوم السابع على التوالي المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة العملاق الذي تبنيه اثيوبيا والمتنازع بشأنه بين أديس أبابا ودول المصب مصر والسودان اللتان تتخوفان على حصتهما من مياه نهر النيل مع إصرار اثيوبيا على بدء تشغيل السد وملئه في شهر جويلية الجاري. وكانت المفاوضات التي تهدف إلى التباحث حول اتفاق ملئ وتشغيل سد النهضة والتي تجري برعاية الاتحاد الافريقي وممثلي الدول والمراقبين قد عقدت أمس على شكل اجتماعات ثنائية منفصلة بين السودان ومصر وإثيوبيا مع المراقبين والخبراء من الولاياتالمتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي ، بحسبما أوضحت وزارة الري السودانية في بيان. وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن جلسات التفاوض ستتواصل تمهيدا لتقديم التقرير لاجتماع رؤساء الدول والحكومات، دون تحديد موعد ذلك. كما أعلن السودان أن اجتماعات اللجان القانونية والفنية في الدول الثلاث شهدت مواصلة النقاش حول تقريب وجهات النظر بشأن القضايا العالقة ونقاط الخلاف المحدودة ، من دون تفاصيل. ويوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الري المصرية، الممثل الرئيسي للقاهرة في مفاوضات سد النهضة، أن إثيوبيا تتمسك ب مواقف متشددة بشأن ملء وتشغيل السد، معتبرة أن فرص التوصل إلى اتفاق تضيق . وأوضح بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية، أنه خلال الاجتماع، استعرض الوفد المصري رؤيته بخصوص النقاط الخلافية بين الدول الثلاث في المسارين الفني والقانوني، وخاصة عدم معالجة إجراءات مجابهة فترات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات شحيحة الإيراد خلال كل من الملء والتشغيل، بالإضافة إلى قواعد إعادة الملء بعد فترات الجفاف الممتد، وكذلك قواعد التشغيل السنوي لسد النهضة، والمشروعات المستقبلية على النيل الأزرق والمعالجة القانونية لها، والاتفاقيات القائمة وعدم المساس بها، وآلية فض النزاعات. وقال بيان لوزارة الموارد المائية إنه في ظل استمرار تمسك إثيوبيا بمواقفها المتشددة بخصوص الأجزاء الفنية والقانونية الخاصة بالاتفاقية، فإن ذلك يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق، في ظل أن هذه النقاط تمثل العمود الفقري للجزء الفني والقانوني من الاتفاق بالنسبة لمصر. وأكد بيان الوزارة المصرية أن الجانب المصري قال للمراقبين أن مصر لن تقبل بأي صياغات منقوصة لا تراعي الشواغل المصرية أو تؤجل مناقشة القضايا الخلافية بين الدول الثلاث، كما أن مصر قدمت العديد من البدائل التي تم رفضها من قبل أثيوبيا . وكانت الاجتماعات الثلاثية لشأن مفاوضات سد النهضة قد استؤنفت الجمعة الماضية عبر تقنية الفيديو، بين وزراء المياه من الدول الثلاث، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك برعاية الاتحاد الإفريقي. ومؤخرا بحثت جلسة لمجلس الأمن الدولي، أزمة سد النهضة، داعمة تدخل الاتحاد الإفريقي لحلها، وداعية الدول الثلاث للحوار. وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل السد في جويلية الجاري، بينما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق. وتخشى مصر من المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف، فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء وتنمية بلادها .