تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بألا يصدر أوامر بفرض ارتداء الكمامات لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وجاءت تصريحات ترامب، بعد أن حث كبير خبراء الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فوتشي، الإدارة الأمريكية والسلطات المحلية على استخدام الشدة في إلزام الناس بارتداء الكمامات. وأضاف فوتشي أن ارتداء الكمامات مهم جدا ويجب على الجميع استخدامها . وقد أصبح ارتداء الكمامات قرارا ذا دوافع سياسية في الولاياتالمتحدة. إذ أصدر أغلب حكام الولايات قرارات إلزامية بارتداء الكمامات خارج المنزل، ولم يعد الأمر خيارا شخصيا. ومن بين هؤلاء، حكام جمهوريون مثل كاي إيفي حاكم ولاية ألاباما، الذي تراجع عن معارضته لجعل ارتداء الكمامات إلزاميا. وكان ترامب، الذي عارض في السابق ارتداء الكمامات، قد بدأ في ارتداء واحدة علنا للمرة الأولى يوم السبت الماضي. لكنه في حديث مع شبكة فوكس نيوز يوم الجمعة، قال إنه لا يتفق مع فرض ارتداء الكمامة على الجميع، مضيفا أنه يجب أن يكون للناس "قدر من الحرية" في ذلك. وأصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في وقت سابق هذا الأسبوع، بيانا يحث الجميع على ارتداء الكمامات. وقال مدير المراكز، الدكتور روبرت ريدفيلد، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام فيروس كورونا، فأغطية الوجه القماشية هي واحدة من أقوى الأسلحة التي تبطئ وتوقف انتشار الفيروس، خاصة عند استخدامها على نطاق واسع . وفي ولاية جورجيا ، حث الحاكم الجمهوري براين كيمب السكان على ارتداء الكمامات حتى الشهر المقبل. ووجه كيمب هذا النداء إلى سكان ولايته على الرغم من اتخاذه إجراءَ قانونيا قبل يوم واحد ضد عمدة أتلانتا، كيشا لانس بوتومز، لفرضها ارتداء الكما في المدينة. وأثبتت الفحوص إصابة بوتومز بفيروس كورونا. ويفكر المسؤولون في مدينة أوكلاهوما أيضا في جعل ارتداء الكمامة أمرا إلزاميا في ظل غياب قرار ملزم على مستوى الولاية. +ما هي الولايات التي تشهد ارتفاعا في معدلات الإصابة؟ يشهد عدد من الولاياتالأمريكية، ولا سيما الولايات الجنوبية، تصاعدا حادا في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس. وقد أرسل مئات من الموظفين الطبيين العسكريين إلى تكساس وكاليفورنيا لمساعدة المسؤولين على التعامل مع حالات الإصابة الجديدة، كما أرسلت شاحنات تبريد إلى كل من تكساس وأريزونا للمساعدة في حفظ جثث الضحايا. وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت المستشفيات المكتظة في فلوريدا أيضا بأن وحدات العناية الفائقة الخاصة بها تعمل بكامل طاقتها ولا يمكنها قبول المزيد من المرضى. وتعاني بعض المدن والولايات من ارتفاع الطلب على اختبارات فيروس كورونا. ففي بيتسبرغ وبنسلفانيا، يُطلب من الأشخاص المشتبه في تعرضهم للإصابة بالفيروس عزل أنفسهم في المنزل لمدة 14 يوما بدلاً من الذهاب إلى مراكز الاختبار، بينما مددت هاواي قرار الحجر الصحي لمدة أسبوعين على زوارها لمدة شهر آخر على الأقل وذلك بسبب نقص أجهزة الفحص. في الوقت نفسه، أبلغت السلطات الأمريكية أسر ملايين الأطفال أنهم لن يعودوا إلى المدارس في العام الدراسي الجديد. وأصبح التعليم ومتى يجب إعادة فتح المدارس، قضية أخرى ماسة للغاية. فقد كان من المقرر أن تعلن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عن خطتها بشأن إعادة فتح المدارس هذا الأسبوع، لكن وسائل الإعلام الأمريكية أفادت بأن الأمر سيتأخر. ولا تزال الولاياتالمتحدة تقبع في بؤرة الوباء العالمي، إذ بلغت حالات الإصابة أكثر من 3.6 مليون حالة مؤكدة منها أكثر من 139000 حالة وفاة، وهو أعلى عدد للوفيات في العالم.