تشهد العديد من الأحياء والتجمعات السكنية بولاية قسنطينة، مبادرات جماعية، انخرط فيها السكان،من أجل تنظيف وإعادة تهيئة البالوعات والممرات الرئيسة؛ تحسبا لأي طارئ قد تسببه التقلبات الجوية، وفي مقدمتها الفيضانات، التي باتت خطرا يهدد حياتهم خلال السنوات الأخيرة. عرف حي بودراع صالح ببلدية قسنطينة خلال الأسبوع الفارط، عملية تهيئة واسعة للأرصفة ومجاري المياه بمبادرة من أبناء الحي، الذين جمعوا تبرعات مالية لتغطية تكاليف العملية في ظل الحالة المزرية التي تعرفها هذه المرافق، أمام عدم إدراج مصالح البلدية هذا الحي ضمن مشاريع رد الاعتبار وتهيئته رغم أنه مصنَّف من بين الأحياء المهددة بخطر الفيضانات. وقد قام المتطوعون بإعادة بناء الأرصفة، وإعادة تبليطها خاصة تلك المتاخمة للمدارس؛ تحسبا للدخول المدرسي المقبل، وحفاظا على سلامة وأمن المتمدرسين. وقام المعنيون بهذه العملية التطوعية، بتجنيد وسائلهم وإمكانياتهم الخاصة؛ من وسائل ومعدات الحفر، مع تأخر عملية التنظيف من قبل مصالح البلدية بالتوازي مع الاضطرابات الجوية التي شهدتها الولاية خلال الأيام الأخيرة، حيث عملوا على تسريح وتنظيف البالوعات، مع عمليات أخرى للتشجير وتنظيف الحي، وهي المبادرات التي عرفت تفاعلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت انطلاقة لعمليات مماثلة شهدتها أحياء أخرى، على غرار حي "الكانطولي"، الذي عاش سكانه في السنتين الفارطتين، هلعا كبيرا على ضوء ما خلّفه فيضان أحد الوديان، الذي تَسبب آنذاك في وفاة شخصين، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة، خاصة بالمنازل والمحلات التجارية.وأوضح أحد سكان الحي، أن تلك الصور الأليمة للفيضانات لاتزال محفورة في أذهان كل المواطنين، ويستذكرونها مع بداية كل فصل شتاء وتساقط الأمطار، خاصة أمام تراخي مصالح البلدية في تنظيم عمليات واسعة لتنظيف البالوعات، والتساهل مع مشكل تراكم النفايات الذي تعانيه أغلب الأحياء بالولاية منذ فترة الحجر الصحي، حيث قرر السكان، حسب ذات المتحدث،التطوع للقيام بهذه الأشغال؛ من خلال جمعهم مبلغا ماليا معتبرا تشاركت فيه كل عائلات حي "الكانطولي"، وحاليا يقومون، كل جمعة، بأشغال التنظيف والتهيئة.وبدورها، تشهد العديد من الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي وكذا التجمع السكاني زواغي سليمان منذ فترة، عمليات مماثلة، ساهم فيها شباب وجمعيات من المجتمع المدني.