أشرف الوزير الأول, السيد عبد العزيز جراد, أمس رفقة وفد وزاري, على إطلاق حملة وطنية بمناسبة اليوم الوطني للتشجير تحت شعار فليغرسها , من تيبازة, الولاية الأكثر تضررا من حرائق الغابات مؤخرا. ويتم غرس عبر كامل التراب الوطني 250 الف شجرة, منها 3000 بتيبازة أبرزها أشجار الزيتون, الولاية الأكثر تضررا من حرائق الغابات, إذ سجلت بالمنطقة خسارة تقدر ب3800 هكتار, منها 820 هكتار خلال حرائق ليلة السادس الى السابع نوفمبر الماضي التي أودت بحياة شخصين. وتتزامن هذه المبادرة التي نظمت بأعالي تيبازة, بسد بوكردان بسيدي اعمر, مع اليوم العالمي للطفل وشارك فيها تلاميذ الكشافة الإسلامية وأشبال الأمة وكذا مواطنون وفعاليات المجتمع المدني. وتعتزم الدولة من خلال هذه المبادرة غرس خلال موسم 2020-2021 أزيد من 31 مليون و 500 الف شجرة عبر كامل التراب الوطني فيما بلغت حصيلة الموسم السابق غرس 11 مليون و 500 الف شجرة. للتذكير, ففي إطار التحقيقات التي باشرتها الضبطية القضائية بولاية تيبازة لمعرفة أسباب الحرائق الأخيرة, أمر قاضي التحقيق لدى محكمة شرشال (تيبازة) بإيداع 20 متهمًا الحبس المؤقت, ووضع اثنين آخرين تحت الرقابة القضائية, مع إصدار أوامر بالقبض في حق ستة آخرين في حالة فرار, جميعهم متورطون في إضرام النيران بغابات قوراية في تيبازة. و أجمع الوزراء المشاركون أمس في الحملة الوطنية للتشجير التي أشرف على إطلاقها الرسمي بتيبازة الوزير الأول، عبد العزيز جراد، على أن المبادرة هي رسالة لأعداء الطبيعة و فرصة لزرع الامل. وشددت في هذا الخصوص وزيرة البيئة، نصيرة بن حراث، على ضرورة الحفاظ على الثروة الغابية لما لها من دور فعال في المحافظة على الأنظمة الإيكولوجية على غرار مكافحة التصحر و التغيرات المناخية. وأضافت أن الغابات تساهم من الناحية الاقتصادية بنسبة معتبرة في الناتج المحلي الخام الوطني، مبرزة أن مبادرة اليوم الرامية لغرس أزيد من 250 ألف شجرة هي أحسن رد على أعداء الطبيعة . من جهته، أفاد وزير الفلاحة و التنمية الريفية، عبد الحميد حمداني، أن اختيار شعار فليغرسها ، هو شعار للإستمرارية و الديمومة و الحفاظ على البيئة و الحياة و التجديد مهما بلغ مستوى جرائم الحرائق من خسائر في الثروة الغابية . واعتبر السيد حمداني الحملة الوطنية للتشجير بمثابة رد فعل المجتمع ضد الأعمال التخريبية المتسببة في تدهور الفضاءات الغابية و زعزع استقرار الساكنة فيها . وقال أن الحملة تهدف إلى تجنيد جميع المواطنين و أعضاء المجتمع المدني للوقوف ضد هذه الأعمال التي تتسبب في خسائر معتبرة في الثروة الغابية و من ثمة إعادة الحياة لها مجددا، مبرزا أن قطاعه يطمح لغرس أزيد من 31 مليون شجيرة خلال موسم 2020-2021. كما أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية أنه عملا بتوجيهات و تعليمات الوزير الاول، تجري حاليا على قدم وساق عمليات إحصاء الخسائر و تعويض المتضررين، سواء ما تعلق بالتعويضات المالية أو العينية لصالح الفلاحيين و الموالين و غيرهم من الفئات الأخرى المتضررة. ومن جانبه، قال وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، يوسف بلمهدي، أن التشجير عبادة قبل كل شيء ، مبرزا أن كل من تسبب في جريمة حرق الغابات عمدا سيتعرض للعقاب الرباني قبل العقاب البشري . وأضاف أن الدين الإسلامي يوصي بالحفاظ على البيئة و الغطاء النباتي على اعتبار أنه عنصر أساسي للحياة معتبرا حملة اليوم فرصة لزرع الامل قبل أن يشير أن الأئمة و الدعاة و الصالحين مجندون لغرس ثقافة احترام البيئة و مواجهة كل الظواهر السلبية التي من شأنها المساس بالمواطن و بيئته .