استغرب العديد من مواطني بلدية القبة كيفية نشوب الحريق المهول نهاية الأسبوع الماضي في قاعة سينما «النخبة»، حيث أنه كان يضم ملفات سكنية منذ سنة 1993، وكذا كميات كبيرة من أوراق وثائق الحالة المدنية مستعملة في ملء الطلبات، مشككين في الرواية التي تقول بأن مجهول قام برمي سيجارة داخل القاعة لأن القاعة كانت أبوابها موصدة بإحكام. أثار الحريق المهول الذي نشب نهاية الأسبوع الماضي في قاعة السينما «النخبة» الاستياء، بعد أن كشف كيفية إهمال هذه القاعة التي يفترض أن تلعب دورها في النشاطات الثقافية من جهة، ولامبالاة مسؤولي بلدية القبة بأهمية الوثائق الخاصة بها بعد أن التهمتها النيران، وذهب مواطنو بلدية القبة في تساؤلهم إلى ابعد من الرواية التي ترغب مصالح البلدية الترويج لها -حسب قولهم-على أن احتراق قاعة سينما «النخبة» الواقعة بشارع الإخوة عبد السلامي كان بفعل منعزل ومجهول، مؤكدين على أن العملية قد تكون مدبرة باعتبار انه من بين الوثائق المتلفة ملفات السكن التي قدمها مئات المواطنين للبلدية كطلبات للحصول على سكن، وكذا ملفات تسوية السكنات المقدمة من طرف أصحاب الفيلات على مستوى البلدية، في حين أن التحقيق في الأمر لم ينته، كما استبعدوا إمكانية احتراق هذه الملفات الخاصة بهم من طرف مجهولين برمي سيجارة داخل الأرشيف بدليل أن أبواب القاعة كانت موصدة بإحكام. من جهتها اتجهت «السياسي» أمس إلى القاعة أين وجدت أطنانا من الورق المحروق، وآثار الحريق المهول لا يزال باديا على واجهة القاعة وعلى جدرانها الداخلية، وقد كانت أكوام الأوراق المحترقة منتهية الصلاحية في معظمها على غرار البطاقات الانتخابية وملفات المراكز الانتخابية السابقة، وبطاقات الحرفيين فضلا عن كميات معتبرة من الوثائق والسجلات الإدارية غير المستعملة والتي كانت موضوعة ضمن كميات الأرشيف في ذات القاعة لسنوات. من جهته قلل مسؤول الخدمات في ذات البلدية والذي رفض نشر اسمه، والذي كان ضمن العمال الذين كانوا يقومون بتنظيف ونقل مخلفات الحريق، من حجم الحادثة واعتبر سبب الحريق على انه ناجم مفتعل من شخص مجهول قام برمي بقايا سيجارة داخل القاعة التي كانت تحتوي حسب قوله ملفات غير صالحة الاستعمال، والتي كانت البلدية بصدد التخلص منها كنفايات، من اجل إعادة القاعة إلى الخدمة. وأكد محدثنا أن سبب وضع هذه الكميات الهائلة من الوثائق والأوراق والملفات غير الصالحة في هذه القاعة المهجورة منذ سنوات لضيق مخزن الأرشيف في مقر البلدية مما دفعها إلى التخلص منها في القاعة إلى أن يحين موعد ترميمها، لكن اندلاع الحريق يوم الخميس الماضي حسم كل شيء يضيف المتحدث. من جهتهم رفض المواطنون الرواية المروج لها من طرف البلدية، ووضعوها في قفص الاتهام سواء بافتعالها للحريق للتخلص من ملفات المواطنين الذين كانوا قدموها كطلبات سكن أو من خلال التسيب والإهمال الذي طال قاعة السينما.
من المستفيد من حرق ملفات تسوية البنايات؟
وتساءل مواطنو البلدية عمّن يكون المستفيد من عملية إحراق وإتلاف ملفات السكن الخاصة بهم، حيث أن هناك عددا معتبرا من الملفات الخاصة بالمواطنين الذين قدموا ملفاتهم للاستفادة من عملية التسوية لسكناتهم العالقة التي أعلنت عليها وزارة السكن والعمران والمؤرخة في 27 جويلية 2008، وذهب العديد من المتتبعين على انه قد تنفجر فضيحة كبيرة لملفات السكن في ذات البلدية على خلفية هذا الإهمال الذي طال أرشيف المواطنين أمام غياب غير مبرر للسلطات المحلية.