سطّرَ الماتادور الإسباني رافاييل نادال موسمه الفائت بأحرف من ذهب، فبعد غياب دام سبعة أشهر ونيف بسبب إصابة في الركبة وتقهقره إلى المركز الخامس عالمياً عاد فتى مايوركا إلى الملاعب من بوابة أميركا الجنوبية حاصداً اللقب تلو اللقب مسجلاً خمسةً وسبعين انتصاراً مقابل سبع هزائم لينهي بذلك العام وفي رصيده عشرة ألقابٍ جعلته يعتلي قمة التصنيف العالمي. * تألق رافاييل صال وجال واعتلى منصات التتويج من سان باولو إلى أكابولكو فإنديان ويلز قبل أن يعبُرَ المحيط الأطلسي ويتابع النسج على ذات المنوال في برشلونة ومدريد وروما ورولان غاروس ومونتريال وسينسيناتي وصولاً إلى أميركا المفتوحة.ولعل بالإمكان تلخيصَ أبرز محطات الإسباني خلال الموسم الماضي بثلاث يجدر التوقف عندها وتحليلها كونها شكلت مثلث نجاحاته.المحطة الأولى تجلت ومن دون أدنى شك في فوزه ببطولة إنديان ويلز ذلك أن نتائج المايوركي في بطولات أميركا الجنوبية التي سبقت بطولة صحراء كاليفورنيا لم تكن بالغريبة عن إنجازات ملك الملاعب الترابية حتى ولو بعد حين، أما إنجاز إنديان ويلز فقد فاجأ الإسباني شخصياً... فهو لم يكن في الحسبان خصوصاً أن رافا دخل البطولة وهو مصنف خامساً أمام كل من نوفاك جوكوفيتش وروجر فيدرر وآندي موري ودافيد فيرر، لكن الماتادور شق طريقه بثبات نحو النهائي وتمكن آنذاك من إسقاط البرج الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو ليرفع الكأس للمرة الثالثة بعد عامي 2007 و2009. أما المحطة الثانية فقد تجسدت بفوز تاريخي في رولان غاروس حيث حصد رافا لقبه الثامن توالياً على تراب باريس الأحمر مسجلاً رقماً خيالياً لم يسبقه أحد عليه في تاريخ بطولات الغراند سلام ليرتفع بالتالي عدد ألقابه في البطولات الكبرى إلى 13 لقباً وليقترب خطوة أخرى من الأمريكي بيت سامبراس صاحب المركز الثاني برصيد 14 لقباً والسويسري روجر فيدرر صاحب المركز الأول برصيد 17 لقباً. المحطة الثالثة والأخيرة، جاءت بمثابة تتويج لجهود رافا المضنية ولكفاحه داخل وخارج أرض الملعب حيث تمكن من إنزال جوكوفيتش من عليائه واعتلاء صدارة التصنيف العالمي في أكتوبر الماضي وذلك للمرة الأولى منذ جويلية 2011. أمام هذه المسيرة المكللة بالنجاحات، كان لا بد حتى لألد منتقدي رافا أن يرفعوا القبعة احتراماً له رغم كبوته المخيبة للآمال في الدور الأول لبطولة ويمبلدون حين سقط أمام المصنف الخامس والثلاثين بعد المئة البلجيكي ستيف دارسيس. ما تقدم من كلمات يوثق ولو بإختصار مسيرة مضيئة للإسباني رافاييل نادال، تصلح أن تكون عبرة في كل زمان ومكان فصحيح أن رافا تألق واعتلى منصات التتويج لكن الوجه الآخر لهذا النجاح مغمس بالعرق والجهد المتواصلين، قد تكون الإرادة الصلبة وراء الخطوة الأولى على طريق العودة لكن العزيمة المنبثقة من وجدانه هي التي أبقته على الطريق حتى النهاية.