أجرى رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية بالكويت أمس في إطار مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني للاجئين السوريين محادثات مطولة مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تم خلالها التطرق للقضايا الإقليمية والدولية، وتطرقت المحادثات للأزمة السورية في منظور عقد مؤتمر جنيف 2 وآفاق القضية الفلسطينية والوضع في العالم العربي، كما كان الوضع في الساحل الإفريقي وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى في آفاق عقد القمة الإفريقية المرتقبة بأديس أبابا نهاية الشهر الجاري محل تبادل عميق لوجهات النظر بين الجانبين. ودعا رمطان لعمامرة فيما يخص الأزمة السورية إلى تعزيز الجهود الدولية للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين وتكثيف العمل لوقف نزيف الدم وحمل الفرقاء السوريين على الحوار لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال لعمامرة خلال كلمة ألقاها أمس، أمام المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا أن تردي الأوضاع الإنسانية في هذا البلد بلغ حدودا من المأساة والمعاناة طالت المدنيين العزل فمنهم من أجبروا على اللجوء خارج وطنهم وهم يتكبدون ظروفا قاسية، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي تعزيز جهوده للتخفيف من معاناة اللاجئين وفي نفس الوقت تكثيف العمل على وقف نزيف التناحر والاقتتال وحمل كافة الأطراف في سوريا للاهتداء الى الحوار والبحث الجاد عن السبل الكفيلة لاستعادة الشعب السوري لأمنه واستقراره ووحدة بلده . ونوه الوزير في كلمته بموقف الجزائر الداعم للتسوية السياسية للأزمة السورية وتغليب المصلحة العليا للشعب السوري. وقال في هذا الصدد: لقد دعّمت الجزائر بهدي من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ البوادر الأولى لهذه الأزمة كافة الأطراف إلى تغليب المصلحة العليا للشعب السوري تفاديا لكل الانزلاقات المحتملة وحفاظا على أمن سوريا والمنطقة ككل . وأضاف أن الجزائر أبدت مساندتها لبيان جنيف المتوصل اليه في 30 جوان 2012 وكذا دعمها لكافة المساعي الهادفة إلى إطلاق مسار سياسي يرتكز على تفضيل التسوية السلمية للأزمة، باعتبار أن ذلك يمثل السبيل الوحيد لوضع حد للمأساة الإنسانية وتلبية طموحات الشعب السوري في السلم والديمقراطية . وأوضح أن الجزائر التي تستضيف أعدادا متزايدة من الاشقاء السوريين والتي تقدم في حدود إمكانياتها مساعدات لبعض الدول الشقيقة لفائدة اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها تأمل في تعبئة إنسانية أكبر من أي وقت مضى من خلال هذا المؤتمر .