عادت الحياة من جديد إلى الصغيرة رحمة، ذات الثلاث سنوات المصابة بمرض سبينا بيفيدا، التشوه الخلقي الذي يحدث خلال الفترة الجنينية والقاطنة بجيجل، بفضل الهبة التضامنية لعديد المواطنين الذين أصروا على تجسيد حلم الصغيرة في الشفاء، حتى تتمكّن من اللعب مع رفاقها من جديد، الحملة التضامنية زرعت الأمل من جديد في قلب عائلة الصغيرة رحمة، خاصة وأن المرض حرم الطفلة من عيش طفولتها كباقي أقرانها. فقد لاقى النداء التضامني، الذي تم بثه بعد ظهر الخميس المنصرم خلال حصة خاصة عبر الأمواج الإذاعية الجهوية لجيجل، استجابة واسعة من خلال التوافد غير المسبوق للمواطنين والمواطنات الذين سارعوا إلى تقديم مساعدات مالية من أجل مساعدة الفتاة المريضة التي ستخضع لعملية جراحية بتونس في الأيام القليلة القادمة. وصرح والدا الطفلة رحمة بحنون المنحدرة من منطقة جمعة بني حبيبي بدائرة العنصر بجنوب شرق جيجل، بأن ابنتهما تعيش معاناة حقيقية جراء هذا المرض الذي جعلها تقريبا مشلولة، وكان تجاوب الجميع عفويا أمام هذا النداء الإنساني والتضامني سواء محليا أو حتى من خارج الوطن لاسيما من كندا ومن بعض دول أوروبا لتقديم يد العون لهذه الطفلة المعوزة ولوالديها من أجل التخلص من هذه المعاناة التي يعيشها أفراد العائلة منذ ولادة البريئة رحمة. واستنادا للتعريف الطبي، فإن مرض سبينا بيفيدا هو تشوه خلقي يظهر منذ المرحلة الجنينية حيث يتضمن تشوها عظميا على شكل تشقق في الجزء الخلفي للعمود الفقري محدثا عيبا في فقرات العظم. وخلال الراديوطون الذي أعدته إذاعة جيجل، تم جمع مبلغ 700 ألف دينار خاص بالتكاليف اللازمة للعملية الجراحية التي تحتاجها رحمة والتي تقدر تكلفتها ب400 ألف دينار، ولم تتمكّن والدة المريضة الصغيرة من التعبير عن عميق تأثرها كما لم تصدق عينيها أمام هذه الهبة التضامنية. وسترافق جمعية خيرية المريضة الشابة إلى تونس حيث ستجرى لها العملية الجراحية.