تتميز بلدية الدرارية، 10 كلم جنوب، غرب الجزائر العاصمة، باحتضانها لتجمعات سكنية كبرى تحولت إلى مراقد لقاطنيها، بسبب ظروف عملهم حيث أصبحوا مجرد زوار ليل لمدينة تعاني العديد من المشاكل التي تفاقمت مع توسعها العمراني الجديد. تحولت الدرارية، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى منطقة توسّع للعاصمة، إكتسح فيه الإسمنت أراضيها الخصبة ومستثمراتها الفلاحية التي اختفت تدريجيا لصالح التجمعات السكنية التي تضم اليوم زهاء ال60.000 نسمة. التغيّر في طبيعة المنطقة التي ارتبط اسمها مؤخرا في أذهان الكثيرين بمطاعم تقديم أطباق الشواء، مع أن تاريخها أعرق من هذه الشهرة المكتسبة، إذ أن تاريخ تأسيسها يعود لسنة 1842، لم يرافقه، حسب العديد من قاطنيها، تحسنا في الخدمات المقدّمة للمواطن سواء من حيث وضعية الطرقات التي توجد ببعض النقاط في وضعية مهترئة أو من حيث الإنارة العمومية التي لم تصل بعد إلى كل الأحياء. المرافق الضرورية تغيب.. رغم التوسّع العمراني حميد، صاحب محل لبيع ملابس الأطفال بالشارع الرئيسي بالدرارية، تحدث عن الموضوع قائلا أنا أقيم بالسبالة والطرقات المؤدية إلى هذا الحي تعرف وضعية كارثية ، مشيرا إلى معاناة أصحاب المركبات والراجلين على حد سواء من هذه الوضعية نحن ننتظر من السلطات المحلية تدارك الأمر في أقرب الآجال . كما تطرق إلى مشكلة غياب محلات البقالة في أغلب الأحياء السكنية الجديدة. وتقول سليمة، موظفة بالجزائر العاصمة أنا أقيم بالدرارية منذ أربع سنوات بحي دبوسي، ولازلت إلى يومنا هذا، أقتني حاجياتي اليومية من أماكن أخرى، بسبب عدم توفر محلات تجارية لبيع المواد الغذائية عامة بالحي، بالرغم من وجود محلات شاغرة تحولت، للأسف، إلى أوكار للرذيلة، بدلا من استغلالها للمنفعة العامة . وبتوقع المسؤولين المحليين وصول تعداد السكان بالدرارية في آفاق 2020 إلى 100.000 نسمة، سيكون من الضروري التحكم في مشاكل أخرى يعاني منها المواطن كمشكلة غياب النظافة وطلبات الحصول على السكن التي وصلت اليوم إلى 2000 طلب، إضافة إلى مشكلة غياب مرافق الترفيه، على غرار المساحات الخضراء وفضاءات لعب الأطفال والملاعب الجوارية وانعدام المطاعم المدرسية في ابتدائيات البلدية. ..وغياب مكتبات للمطالعة لفائدة التلاميذ مشاكل البلدية التي لم يكن سنة 1867 عدد سكانها يزيد عن ال800 نسمة، لم تقتصر على الأحياء، بل تعدت إلى الأموات، حيث ضاقت المقبرة الوحيدة الموجودة بإقليم بلدية الدرارية بالوافدين إليها، بعد ارتفاع معدلات النمو الديموغرافي الذي اقترن بسرعة توسّعها العمراني، هذا الأخير الذي لم يأخذ نمطا محددا، جعل المنظر العام بها غير متناسق بشكل يصفه البعض بأنه عشوائي ولا يمكن أن يرقى بالمدينة إلى مصاف المدن الكبرى، ما يتوجب التفكير في حلول من شأنها أن تنقص من حدة تلك الفوضى. مصالح البلدية تعد بمشاريع تهيئة جديدة وأوضح بزينة حميد، المكلف بملف تهيئة الإقليم والتعميرعلى مستوى المجلس الشعبي البلدي للدرارية، أن هذه الأخيرة تجري بها عدة مشاريع تهيئة، منها ما يشمل محاور طرقية، إضافة إلى استحداث طريقين اجتنابيين لفك الخناق عن وسط المدينة، إذ تم تخصيص، حسبه، غلاف مالي بقيمة 4 ملايين دج لتهيئة مدخل حي السبالة على أن تمس العملية أيضا حي 1600 مسكن، إضافة إلى عمليات مماثلة عبر كل من أحياء بلحداد وغستون برنار وبوجمعة تميم ووادي طرفة وسانتا كروز. كما سيتم الشروع في إنجاز طريقين إجتنابيين، لفك الخناق المروري عن وسط المدينة الأول إنطلاقا من حي السبالة، وقد خصص للمشروع مبلغ مالي قدر ب6 مليون دج وسيسمح لسائقي المركبات بالتوجّه نحو بلدية السحاولة المجاورة دون المرور عبر وسط المدينة. أما الطريق الاجتنابي الثاني، فسيكون محاذيا لطريق بوجمعة تميم نحو الطريق الرئيسي للدرارية، وقد خصص لإنجازه مبلغ قدره 11 مليون دج. وقال بزينة إن وضعية الطرقات المهترئة، لاسيما تلك المحاذية لحي السبالة، لا تعني مصالح البلدية كونها طرق ولائية، مشيرا إلى الطريقين الولائيين رقم 113 و116 اللذان تقع مسؤولية تهيئتهما على عاتق مديرية الأشغال العمومية. 4 ملايين دج لتعميم الإنارة العمومية وأوضح المسؤول، أن البلدية ستستفيد، في إطار التهيئة الحضرية، من مشروع لتجديد وتهيئة شبكة الإنارة العمومية على مستوى الأحياء، التي تنعدم فيها وذلك بغلاف مالي قدر ب4 ملايين دج، أما في سياق تهيئة فضاءات ترفيهية جديدة، فقد أوضح المصدر، أن مصالح البلدية بصدد وضع بطاقة تقنية لتهيئة غابة بوجمعة تميم، حيث خصص للمشروع مبلغ قدره 18 مليون دج، وسيشمل المشروع استحداث مسالك وممررات بهذا الموقع، إضافة الى 4 مشاريع أخرى لإنجاز مساحات خضراء بكل من حي 400 مسكن وحي الدبوسي وبجيجة 5 وكذا حي غستون برنار. كما توجد مشاريع أخرى خاصة بقطاع التربية تتمثل في تعميم وتجديد شبكات التدفئة بالابتدائيات التي تحصيها الدرارية، مع الشروع، قريبا، في إنجاز 4 مطاعم مدرسية وإنجاز ملعب جواري جديد لفائدة شباب المنطقة. كما سيتم تخصيص مساحتين جديدتين لاستغلالهما كمقبرتين، واحدة منهما ستكون بالمناصفة مع بلدية العاشور المجاورة وذلك لمواجهة مشكلة تشبّع المقبرة الوحيدة بالدرارية. ويأمل سكان الدرارية من السلطات المعنية التفكير مستقبلا في مشاريع جديدة مرتبطة بإقامة مرافق خدماتية مختلفة وحلولا للمشاكل التي يعانون منها، بغية تسهيل يومياتهم بها حتى لا تبقى المنطقة مجرد أحياء سكنية لا تعدو عن كونها مجرد مراقد.