يرتقب أن تدخل المرحلة الأولى من أشغال محيط السقي للتلاغمة، بجنوب ميلة، حيز الخدمة شهر ماي القادم، وفقا لمسؤول مصلحة السقي الفلاحي بمديرية الموارد المائية بالولاية، زكي بن الشيخ الحسين. وأكد المسؤول أن هذه المرحلة تندرج ضمن تحويل مياه سد بني هارون انطلاقا من السد الخزان لوادي العثمانية بولاية ميلة إلى سد كدية المدور بولاية باتنة وهي المرحلة التي تقدمت بها الأشغال بنسبة 97 بالمائة، وتخص، كما قال، زهاء ال2000 إلى 2300 هكتار من الأراضي الفلاحية ببلديتي وادي العثمانية ووادي سقان. وسيكون لدخول حيز الخدمة لمحيط السقي بالتلاغمة آثارا هامة على صعيد النهوض بالزراعة بالمنطقة من خلال تنويع منتجات الخضر وضخ حجم مائي تكميلي هام لزراعة الحبوب بهذه المنطقة التي تتميز بتساقط قليل للأمطار، وتشتهر منطقة التلاغمة على الخصوص بزراعات البطاطس والثوم والجزر وهي الزراعات التي تحقّق من سنة لأخرى نتائج معتبرة في الإنتاج والنوعية، وسيجري تشغيل المرحلة الأولى من مشروع محيط السقي للتلاغمة والذي يطمح لسقي إجمالي 4447 هكتار على مرحلتين وفق نظام الجر الطبيعي للمياه، يقول زكي بن الشيخ الحسين، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من هذا المحيط ستستكمل قبل أواخر السنة الجارية، لتشمل أراضٍ فلاحية ببلدتي التلاغمة والمشيرة. ولن يكون ذلك ممكنا، يضيف المصدر، دون إنهاء أشغال إنجاز محطة الضخ الكبرى الجارية بوادي سقان والتي تضمن دفع المياه باتجاه محطة ثانية تقع بعين كرشة بولاية أم البواقي وتعرف أعمال محطة الضخ بوادي سقان وتيرة جد متقدمة، بفضل نظام فرقتين في 24 ساعة ما يرجح استلامها في الآجال المرجوة. وتعد هذه المحطة الهامة جزءا مفصليا في مشروع تحويل مياه سد بني هارون نحو سد كدية المدور بولاية باتنة والذي يتوقع تشغيل خطه الاستعجالي الأول خلال شهر أفريل الجاري، وتقدر قوة الضخ لهذه المحطة المنتظرة ب60 ألف متر مكعب يوميا وبسعة سنوية من المياه قدرها 295 مليون متر مكعب. وتستهدف تحويلات مياه سد بني هارون البالغ حاليا منسوبا قياسيا بأزيد من 1 مليار متر مكعب ضمان تموين بمياه الشرب 6 ملايين ساكن عبر 5 ولايات وهي خنشلةقسنطينة، أم البواقي، باتنة، وميلة إلى جانب سقي أكثر من 40 ألف هكتار من المساحات الفلاحية عبرها.