تنظم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي العرض الأول للفيلم الطويل فاطمة نسومر من إخراج بلقاسم حجاج صباح يوم غد الأحد، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، كما سيعرض في أمسية اليوم الموالي لفئة المدعوين بنفس القاعة. فاطمة نسومر من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين، والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 وماشاهو للإنتاج. والفيلم مدبلج بالأمازيغية والفرنسية. يروي الفيلم قصة البطلة المرابطة لالة فاطمة نسومر واحدة من المنتسبات للطريقة الرحمانية في منطقة القبائل، كانت تلك العشرية الرابعة للقرن التاسع عشر قد أوشكت على نهايتها، في الوقت نفسه الذي كانت فيه منطقة القبائل لا تزال تتميز بتمردها المعهود والمشهود لها، بصفتها معقلا حقيقيا لكل الأصوات المنددة والمناهضة لتلك الأوضاع الجديدة التي فرضها المستعمر على البلد، حيث كانت فرنسا تتأهب لغزوها لهذه المنطقة الإستراتيجية. حينئذ بدأت المقاومة تنتظم شيئا فشيئا. في هذا الجو المشحون بالقومية، نشأت وترعرعت فاطمة نسومر وسط عائلة من الأعيان المثقفة ظلت مرتبطة ارتباطا وثيقا بعقيدة دينية جد قوية، حيث شعرت مبكرا بأن شخصيتها المميزة لن تسمح لها أن ترضى بذلك النظام المفروض آنذاك على المرأة الريفية، وبما أنها كانت تلك الوضعية التقليدية الخاصة بالمرأة للقرن التاسع عشر، فإنها فضلت أخيرا مسكها بزمام أمرها بمفردها، إلى أن كان لها موعدا مع قدر على مقاسها لما حان وقت تحرك عجلة التاريخ لصالحها. يذكر، أنه يخصص عرضان الأول صباحا للصحافة والثاني مساء في اليوم الموالي لجمهور المدعوين. فاطمة نسومر وتسمى أيضا لالة فاطمة نسومر (1830- سبتمبر 1863) من أبرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي للجزائر، نشأت لالة فاطمة في أحضان أسرة تنتمي في سلوكها الاجتماعي والديني إلى الطريقة الرحمانية. أبوها سيدي محمد بن عيسى مقدم زاوية الشيخ سيدي أحمد امزيان شيخ الطريقة الرحمانية. كان يحظى بالمكانة المرموقة بين أهله، إذ كثيرا ما يقصده العامة والخاصة لطلب النصح وتلقي الطريقة، أما أمها فهي لالة خديجة. ولدت لالة فاطمة في قرية ورجة سنة 1246ه/1830م وتربت نشأة دينية، لها أربعة إخوة أكبرهم سي الطاهر. وتذكر المصادر التاريخية ما كان للمرأة من خصائص تميزها عن بنات جيلها، من سحر الجمال ورقة الأدب. وعند بلوغها السادسة عشر من عمرها زوجها أبوها من المسمى يحي ناث إيخولاف، لكن عندما زفت إليه تظاهرت بالمرض فأعادها إلى منزل والدها ورفض أن يطلقها فبقيت في عصمته طوال حياتها. آثرت حياة التنسك والإنقطاع والتفرغ للعبادة، كما تفقهت في علوم الدين وتولت شؤون الزاوية الرحمانية بورجة. واجهت عشرة جنرالات من قادة الجيش الفرنسي فلقنتهم دروس البطولة والفروسية.