يرى أغلبية المغتربين أن صوم شهر رمضان بالجزائر له نكهة وأجواء مميزة، تجعلهم يشعرون بالجو الروحاني للشهر الفضيل وسط الأهل والأقارب، خصوصا وأنه أصبح يتزامن والعطلة الصيفية، ما جعلها فرصة للكثير من المغتربين للصيام بالجزائر. ويستغل البعض منهم ذلك للاحتفال بختان أطفالهم وسط جو عائلي مفعم بالدفء، ولمعرفة أسباب تفضيل المغتربين قضاء شهر رمضان بالوطن، ارتأت السياسي التقرب من بعضهم، لمعرفة رأيهم في ذلك. مغتربون: صوم رمضان مع الأهل له نكهة خاصة يفضّل العديد من الجزائريين المقيمين بالخارج العودة الى أرض الوطن خلال شهر رمضان، لقضائه وسط الأقارب والأحباب، خاصة وأن هذا الشهر الفضيل يتميز عن باقي الأشهر خاصة بشعائره الإسلامية ما جعل الكثير منهم يبرمج عطلته السنوية توافقا مع هذا الشهر، إذ تجدهم ينتظرون حلوله بفارغ الصبر، خصوصا في السنوات الأخيرة التي أصبح فيها شهر رمضان يتزامن مع العطل الدراسية والصيفية، ويجد المغتربون الصوم في الجزائر ذو طعم خاص، حيث يجعلهم يشعرون بالجانب الروحاني للشهر المتمثل في سماع الآذان خمس مرات في اليوم وتمكّنهم من تأدية الصلوات الخمس وكذا صلاة التراويح بالمسجد، ما يزيد الشعور بحلاوة وخصوصية الشهر التي يفتقدونها في الغربة، إضافة إلى الجو العائلي المميز الذي تتخلله الزيارات العائلية والدعوات إلى الإفطار، زيادة على السهرات الرمضانية التي لها طابع خاص بجميع الأحياء والمقاهي والصالونات عدا عن الحفلات الرمضانية المبرمجة طيلة الشهر، وهو ما أعرب عنه العديد من المغتربين الذين التقت بهم السياسي ، لتقول في هذا الصدد فاطمة، التي لم تزر الجزائر طيلة سنة كاملة في الحقيقة، لايمكنني إنكار طعم الصيام في الجزائر خاصة في ظل جمع شمل العائلة وكذا الاستمتاع بالشعائر الإسلامية المميزة لهذا الشهر وهو ما أفتقده بالخارج، لذا ارتأيت قضاء عطلتي السنوية التي تزامنت وشهر الصيام بالجزائر، لذا أغتنم الفرصة في ذلك، خاصة وأن هناك العديد من الأسر لم يسعفها الحظ للصيام في الوطن . وفي خضم هذا الحنين الذي يفتقده العديد من المغتربين الذين لم يسعفهم الحظ للصوم في الوطن، اغتنم الآخرون ممن تمكّنوا من قضاء هذا الشهر بالقرب من عائلاتهم الفرصة لترسيخ وتعليم مبادئ الدين الإسلامي لأبنائهم المولودين بالخارج والذين لم يعيشوا هذه الأجواء من قبل، وما ميز المغتربين في السنوات الماضية الأخيرة كونهم أصبحوا لا يفوتون أي مناسبة دينية إلا وقضوها بالجزائر، بسبب الإزدهار والأمان الذي تشهده الجزائر خاصة في السنوات الاخيرة، وفي هذا السياق، قالت زهرة، التي تقيم بمدينة تورنتو، أكبر المدن بكندا، منذ 7 سنوات، انها تعمد كل سنة على قضاء شهر رمضان الجزائر رفقة بناتها الخمس اللاتي ولدن هناك، أن رمضان هو فرصة لها لتعليم بناتها الدين ولجعلهن يشعرن بقيم ومبادئ الإسلام السمحة، فبالنسبة لها رمضان في الوطن فرصة لا تعوض، مضيفة انه لا طعم لشهر رمضان بديار الغربة خصوصا بالمدينة المتواجدة بها، حيث توجد بها أقلية من المسلمين غالبيتهم مغاربة، فيما يتواجد عدد من الجزائريين هناك وهي لا تشعر بنكهة رمضان إلا إذا اجتمعت أيام العطل بأفراد عائلتها المقيمين بنفس المدينة. السهرات الرمضانية فرصة للاحتفال بختان أطفالنا ويجد الكثير من المغتربين زيارة الجزائر في رمضان مناسبة رائعة وملائمة لختان أطفالهم خاصة بحضور الأقارب والأحباب، كما هو الحال بالنسبة للسيد محمد، وهو مغترب مقيم بفرنسا وله طفلان، حيث يقول أن زيارته هذه السنة ستكون مميزة كونه سيقوم بختان طفليه هنا بالجزائر وسط العائلة، ليضيف أن عليه استغلال الفرصة، فختان طفليه بالجزائر يعتبره أمنية له ولوالدته التي كان يستحيل عليها الذهاب لفرنسا وحضور العرس، ويقول أيضا أن اللمة وحضور كل العائلة والأحباب لختان طفليه، فرحة لا تعوض بثمن. ويعد الشهر الفضيل في الجزائر بمثابة عرس ومناسبة عظيمة تلم شمل العائلات وتقوي صلة الرحم بينهم، خاصة بالنسبة للمغتربين الذين تكون زياراتهم للجزائر من سنة إلى سنة، فهم يجدون في شهر التوبة والغفران فرصة لا تعوض لهم ولعائلاتهم المقيمة بالجزائر لتعزيز أواصر المحبة وصلة الرحم بينهم، ولتقوية إيمانهم. وتبقى الجزائر البلد الأم لجميع المغتربين الجزائريين عبر كل أنحاء العالم، والتي مهما تغربوا، لم ولن يجدوا مثيلا لها، لا في رمضان ولا في غير رمضان.