بيوت متواضعةٌ مرحةٌ من صفات بيت الإيمان أنه بيت متواضع وبسيط، ليس فيه إسراف ولا تقتير. وليس فيه عبوس ولا تكشير. فالتواضع داخل البيت يضع الأمور في نصابها فلا يبغي أحد على أحد. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن تواضع النبي في بيته: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج) (رواه البخاري، وأبوداود). وهو الذي قال: (انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله) (رواه مسلم). ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا عمليّا لحسن معاشرة النساء، فكان يداعب أزواجه، ويلاطفهن، وسابق عائشة -رضي الله عنها- فسبقتْه، ثم سابقها بعد ذلك فسبقها، فقال: (هذه بتلك) (رواه ابن ماجه). وهو الذي قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) (رواه ابن ماجه). فالبيت المسلم لا يخلو من الدعابة والمرح، رغم أنه بيت جهد وعمل، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فكان ضحاكًا بسامًا، فعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسًا. (رواه الطبراني). والمرح في البيت المسلم لا يخدش الحياء، ولا يزعج الجيران، ولا يميت القلوب، ليس فيه سخرية، ولا غيبة، ولا عيب في أحد، لكنه يجدد النشاط، ويقضى على الرتابة والملل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (روحوا القلوب ساعة فساعة) (رواه أبو داود). وهو مزاح غير مشوب بكذب ولا غمز ولا لمز، لأن ذلك منهي عنه في الإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للذي يُحَدِّث فيكذب، ليضحِكَ الناس، ويل له، ويل له) (المسند وسنن أبي داود برقم وسنن الترمذي وسنن النسائي الكبرى). فكلمة الكذب وإن كانت بمزح فهي جارحة ومؤذية.