أبرز الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بمالابو أهمية الشراكة المدرة بالفائدة على الطرفين بخصوص تنمية إفريقيا والأهمية التي أعارتها القارة لانعقاد القمة الأولى إفريقيا-تركيا سنة 2008 من أجل إطلاق شراكة بين الطرفين. في تدخله أمام رؤساء الدول والحكومات المجتمعين بعاصمة غينيا الإستوائية في إطار الدورة الثانية لقمة إفريقيا-تركيا، ذكر سلال أن إفريقيا تعمل على ترقية ووضع أشكال جديدة من التعاون وشراكات ديناميكية تقوم على الاحترام المتبادل وتوازن المصالح والمنفعة المتبادلة والتكامل . وأعرب الوزير الأول عن ارتياحه لانعقاد القمة الثانية التي تسمح بالمضي قدما، مؤكدا أن الجهود التي بذلها الطرفان قد مكنت من قطع خطوات معتبرة مستدلا بتطور المبادلات التجارية وتحسن الاستثمار والمساعدة العمومية للتنمية والتعاون التقني. واعتبر سلال أن هذه الديناميكية تسمح لنا بتصور تعاون أكبر ومحدد من شأنه تطوير العلاقات بين إفريقيا وتركيا . وبعد أن أكد أن قمة مالابو ستعمل على تكريس نموذج جديد من الشراكة من أجل تعزيز التكامل والتنمية المستدامة في إفريقيا، دعا سلال إلى اعتماد مبادرات متجددة، معتبرا أن آفاق الشراكة للمدى البعيد تبقى مرهونة بالحلول المقدمة للتحديات التي تواجهها إفريقيا فيما يخص امتصاص العجز في البنى التحتية الإقليمية وتحويل الهياكل الاقتصادية وحماية البيئة والتنمية البشرية وتحسين القدرات العلمية. وقال سلال في سياق متصل أن إفريقيا تنتظر استثمارات مباشرة وشركات مختلطة وأنماط متنوعة من الشراكة، كما اعتبر أنه على الدول اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والثقافية . وأضاف الوزير الأول أن هذه المشاركة سيكون لها انعكاسات إيجابية على نمو الاقتصاد التركي وتمكين التطور المستمر للعلاقات التركية-الإفريقية. وبعد أن ذكر بأن إفريقيا وتركيا واصلتا في السنوات الأخيرة المشاورات التي أبرزت تطابقات بشأن العديد من المسائل الدولية، أكد الوزير الأول أنه من الضروري في عالم يواجه تعدد الأزمات وأشكال التوتر، العمل على تكثيف هذه المشاورات، موضحا أن الرهان يتمثل في ترقية تنسيق وثيق حول المسائل ذات الاهتمام المشترك والمرتبطة بالسلم والأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان والتجارة الدولية وإصلاح الحكامة الدولية والتغييرات المناخية وتحقيق أهداف الألفية للتنمية لما بعد 2015 . ومن جهة أخرى أعرب سلال عن قناعة الجزائر بأن الأهداف المحددة في إطار الشراكة بين إفريقيا وتركيا يمكن تحقيقها، ليخلص بالقول بأن الوثائق المتمثلة في تصريح مالابو ومخطط التنفيذ وأجندة المشاريع الأولية تمثل ركيزة أساسية لإعطاء دفع قوي للشراكة الإفريقية التركية .