أوصت دراسة أنجزت سنة 2014 بولاية الجزائر، وهي محور ملتقى افتتح، أمس، بمشاركة المنظمة غير الحكومية انديكاب انترناسيونال ، بضرورة وضع إستراتيجية وطنية للمعاقين بالجزائر لتسهيل الاندماج الاجتماعي لهذه الشريحة من المجتمع. وأوضحت هذه الدراسة التي أنجزتها الاتحادية الجزائرية للمعاقين بين شهري جانفي و ديسمبر 2014 على الفئة العمرية 15- 45 سنة في توصياتها انه ينبغي وضع إستراتيجية وطنية للاعاقة تتطابق مع مبادئ الاتفاقية المتعلقة بحقوق الأشخاص المعاقين. وحسب التوصيات، يتعلق الأمر خاصة بوضع آليات فعّالة أكثر لمتابعة التشريع الموجود ومنطق إدماج المسائل المرتبطة بالإعاقة في المؤسسات العمومية وعمل تحسيسي على مستوى المجتمع بشكل عام وهياكل الدولة لاسيما الخدمات الاجتماعية للصحة والتربية والعدالة. وتبرز هذه الدراسة، التي شملت عينة من 48 مستجوبا، صعوبات اندماج هذه الشريحة من المجتمع ومشاكل النقل والطريق العمومي والسلوكات السلبية تجاه الأشخاص المعاقين. وفي جانب التربية، يظهر التحقيق الصعوبات المرتبطة بغياب تهيئة معقولة وضعف المستويات التربوية (55 بالمائة في التعليم الابتدائي و12 بالمائة في التعليم الجامعي) بينما على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي يستفيد 74 بالمائة من المستجوبين من مستوى دخل شهري يساوي أو يقل عن 4.000 دج. وأوضحت الدراسة أن 85 بالمائة يتوفرون على بطاقة معاق ويستعملونها خاصة لأسباب اقتصادية، مشيرة إلى أن العديد من المستجوبين أشاروا إلى صعوبات في منح البطاقة وأن هذه الأولوية في غالب الأحيان لا تحترم حتى على مستوى مصالح الدولة. وفي مجال الصحة، سجلت الدراسة أن فترات الانتظار الطويلة للاستفادة من العلاج ونقص نوعية المساعدات التقنية ونظام الدفع عن طريق التسديد يعزز الفوارق بما انه يقتضي شروطا مالية للقيام بالتسديد الأولي. والأخطر من ذلك تشير الدراسة في جانب التشغيل والتكوين المهني إلى التمييز في الوصول إلى سوق العمل، بينما في جانب الحياة العائلية، فإن 90 بالمائة من الأشخاص المعاقين هم عزاب. وأوضحت الدراسة انه، حسب المستجوبين، فإن الظرف الاقتصادي الهش وكذا استمرار سلوكات سلبية تجاه الأشخاص المعاقين تساهم في هذه الوضعية. وسيعرض الباحثون البرتغاليون باولا كامبوس بينتو وتيريزا بينتو والبينو بيريرا من جامعة لشبونة وكذا مارسيا ريو من جامعة يورك بكندا نتائج هذا التحقيق. وتعتبر الجزائر من خلال الاتحادية الجزائرية للأشخاص المعاقين دولة طرفا في اتفاقية الأممالمتحدة حول المعاقين.