تجري ببشار حملة لشرح برنامج دعم لحماية وتثمين التراث الثقافي بالجزائر في إطار الشراكة بين الجزائر والإتحاد الأوربي والرامي إلى جعل التراث الثقافي وسيلة للتنمية الإقتصادية والبشرية، حسبما أفاد يوم الاثنين مسؤولون بقطاع الثقافة. وكان اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة قاضي محمد بعاصمة الولاية طيلة يوم الأحد بمشاركة مسؤولين وأعضاء 12 جمعية محلية تنشط في مجال حماية وتثمين التراث المادي وغير المادي فرصة لشرح هذا البرنامج، حسبما أشار إليه ذات المصدر. ويهدف هذا البرنامج المفتوح أمام الحركة الجمعوية المختصة في حماية التراث إلى الإسهام في التعريف بهذا التراث من خلال إعداد جرد للتراث المحلي والوطني وحمايته وتثمينه، حسبما أضاف ذات المسؤولين. وشكل هذا اللقاء إسهاما لتعزيز طرق ومناهج إعداد جرد للممتلكات الثقافية التي لا زالت تفتقر إليها ولاية بشار. كما يهدف هذا البرنامج المدعم من طرف الدولة إلى إدراج شعبة ضمن التكوين المهني خاصة بالحرف التي لها علاقة بالتراث والمواقع المصنفة وكذا عمال المتاحف. وتوجد ولاية بشار التي تزخر بعديد المواقع الأثرية ذات الأهمية التاريخية الكبرى على غرار القصور المصنفة ضمن التراث الوطني المعماري لكل من تاغيت وبني عباس والقنادسة في أمسّ الحاجة إلى تكوين متدخلين عبر المواقع التاريخية والأثرية -حسبما أشار إليه مسؤولون بمصلحة التراث بمديرية الثقافة- الذين عبروا عن رغبتهم في انضمام المجتمع المدني لهذا البرنامج من أجل ضمان تكفل أمثل بتراث الولاية. ويرتقب من هذا البرنامج اتخاذ إجراءات مستعجلة وتكوين من أجل حماية التراث عبر ورشات مدارس للترميم إلى جانب تعبئة الجمعية المحلية. وهناك عديد الجمعيات الرائدة في مجال ترميم المواقع التراثية على غرار جمعية إحياء العادات والتقاليد (عوروروت) بني عباس (264 كلم جنوب بشار) التي بادرت إلى ترميم قصر بني عباس على الرغم من قلة إمكانياتها المالية، كما أشير إليه. وسيسمح تعزيز الوسائل التقنية والمالية لهذه الجمعية في إطار نفس البرنامج بدعم عمليات حماية التراث المادي لمنطقة بني عباس والمحافظة عليه من خلال مهارة وخبرة أعضائها في هذا المجال إلى جانب المتطوعين في عملية ترميم مثل هذا النوع من المواقع، حسبما أشار إليه مشاركون في هذا اللقاء.