حلت، أمس، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة الكندية كيم بولدوتش، ورئيسة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية في زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين هي الأولى من نوعها منذ تعيينها، في الوقت الذي يحاول فيه النظام المغربي الذي رفض في وقت سابق تمكين بولدوتش من مهامها، الهروب إلى الأمام، من اقتراب موعد دفع الأممالمتحدة بتمكين الشعب الصحراوي المحتل من حقه في تقرير المصير، بالتصعيد من وتيرة التطاول على الجزائر، حيث ينتظر أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا في أفريل المقبل، باعتبار أن سنة 2015 تعد حاسمة بالنسبة للشعب الصحراوي لأن التقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن الدولي أمهل الطرف المغربي وقتا للإعتراف بجدية مسألتَي إيجاد حل سياسي للنزاع وصيغة تقرير المصير، وهو ما يبحث المغرب عن التهرب منه بتشويه سمعة الجزائر وصورتها. يلعب النظام المغربي على ورقة الاتهامات غير المؤسسة والتحامل على الجزائر وذلك للتغطية على ضعف موقفه مع اشتداد الموقف الدولي الداعم للقضية الصحراوية وتمكين الشعب الصحراوي المحتل من حقه في تقرير المصير، حيث يأتي تطاول وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار على الجزائر بالتزامن مع حلول الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة الكندية كيم بولدوتش، ورئيسة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية في زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين هي الأولى من نوعها منذ تعيينها على رأس البعثة شهر ماي سنة 2014، وتأتي الزيارة بعد رفض المغرب لمباشرة مهامه وتحفظه على زيارات المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس خوفا من تركيز الأممالمتحدة على التوجه نحو تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره، ويعتبر المتتبعون للشأن في القضية الصحراوية، سنة 2015 سنة حاسمة في مسار الإحتلال المغربي للأراضي الصحراوية، حيث كان الأمين العام للأمم المتحدة الذي أعلن نهاية الشهر الماضي عن قرب شروع المبعوثين الأمميين إلى الصحراء الغربية في مباشرة مهامهم بالصحراء الغربية، قد رفع تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي أقر من خلاله بأن قضية الصحراء الغربية هي مشكلة تصفية استعمار، وهو ما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى إعادة النظر في طريقة معالجة القضية لكونه حدد صفة النزاع بطريقة قانونية واضحة، وقد أمهل التقرير الطرف المغربي وقتا للاعتراف بجدية مسألتَي إيجاد حل سياسي للنزاع وصيغة تقرير المصير، وفي حالة عدم تحقق هذا الاعتراف فإنه سيحين الوقت لدفع أعضاء مجلس الأمن للشروع في مراجعة عامة لإطار مسار المفاوضات الذي تم عرضه في أفريل 2007 على جبهة البوليزاريو والمغرب. ولم يكتفِ صلاح الدين مزوار بالتطاول على الجزائر بل اتهم الأممالمتحدة بالتعامل بحيادية مع القضية المطروحة، مطالبا في نفس الوقت بضمانات من أجل الموافقة على استئناف المفاوضات مع جبهة البوليساريو، في محاولة لمنع طرح تقرير المصير، وذلك بعدما أرغمت الأممالمتحدة المغرب على الخضوع لبرنامج مراقبة حقوق الإنسان الذي سجلت فيه الحكومة المغربية أسوأ البيانات، وقد أعربت جبهة البوليساريو مرارا عن أملها في أن تفضي مساعي الأممالمتحدة ومبعوثيها إلى إيجاد حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ويضمن السلم والاستقرار في المنطقة. ورحبت اللجان الشعبية لتنسيقية اكديم أزيك بعودة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس والممثلة الخاصة الكندية كيم بولدتش، مشيرة في الوقت نفسه إلى انبطاح النظام المغربي أمام إرادة الشعب الصحراوي الممثلة في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مؤكدة أن رغبة وإصرار الشعب الصحراوي لن تتوقف حتى تقرير المصير والاستقلال.