إعادة النظر في مخطط الوقاية من حرائق الغابات بالجزائر وتجديده تتواصل الحرائق في التهام آلاف الهكتارات من الغطاء النباتي عبر المدن الداخلية، خاصة المعروفة بكثافة الغابات والأحراش، وقد تم تسجيل خسائر فادحة خاصة بالنسبة لمحاصيل الفلاحين التي أحصتها مديريات الحماية المدينة عبرة عدة ولايات، على غرار البيض وتيسمسيلت والطارف. إعادة النظر في مخطط الوقاية من حرائق الغابات بالجزائر وتجديده أوصى الخبراء المشاركون في الندوة الوطنية حول المساعدة التقنية الخاصة بتسيير حرائق الغابات في ختام أشغالهم نهاية الاسبوع المنصرم، بضرورة إعادة النظر في مخطط الوقاية من حرائق الغابات بالجزائر وتجديده وفق ما تقتضيه التغيرات المناخية. ورأى المتدخلون في هذا اللقاء الذي احتضنته المدرسة الوطنية للغابات بعاصمة الأوراس منذ 28 يوليو الجاري بحضور إطارات بقطاع الغابات من 18 ولاية بشرق البلاد ومن المديرية العامة للغابات وكذا خبراء من منظمة هيئة الأممالمتحدة للأغذية و الزراعة ومن الحماية المدنية والدرك الوطني وجوب إنجاز خريطة بكل ولاية تجسد مدى حساسية غاباتها للحرائق. وتضمنت توصيات هذه الورشة أيضا، حسب رئيس مصلحة وقاية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات وأحد منشطي اللقاء، عثمان بريكي، استعمال المجال الجوي لمراقبة الغابات لاسيما بعد أن تعزز جهاز الحماية المدنية ب6 طائرات هليكوبتر وكذا الاستعانة بالأقمار الصناعية بعد انضمام الجزائر في هذا المجال إلى الاتحاد الأوروبي مما يمكنها من الاستفادة من خدمات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية إ ف س للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها. أما ممثل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالجزائر نبيل عساف، فأكد بأن هذه الورشة كانت جد مهمة ومثمرة ومكنت المشاركين من إطارات الغابات والحماية المدنية والدرك الوطني من التعرف على التقنيات الحديثة المستعملة في الاستقصاء والبحث عن أسباب اندلاع حرائق الغابات. وأضاف عساف بأن هذا اللقاء كان كذلك فرصة للتشاور بين الهيئات المعنية من أجل التوصل إلى إستراتيجية وخطة وطنية لتحسين الوقاية وطرق مكافحة ظاهرة حرائق الغابات بالجزائر. ومن جهته، أشار محمد عباس، وهو مدير فرعي بالمديرية العامة للغابات، إلى أن الهدف من هذه الورشة الوطنية التي سبقتها أخرى لولايات غرب البلاد بتلمسان حول تشخيص ظاهرة الحرائق ميدانيا يكمن في استحداث جهاز بحث في أسباب اندلاع هذه الحرائق بالجزائر يكون على شكل لجنة مختلطة تتكون من مختصين في الغابات والحماية المدنية والدرك الوطني تتمثل مهمتها الأساسية في البحث عن أسباب حرائق الغابات وتندرج هذه المبادرة، يضيف ذات المسؤول، في إطار مشروع التعاون التقني بين كل من منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والمديرية العامة للغابات. ثلاثة حرائق تتلف أزيد من 12 هكتارا بتيسمسيلت تسببت ثلاثة حرائق اندلعت بتيسمسيلت في إتلاف أزيد من 12 هكتارا من الأشجار الغابية، حسب مصالح الحماية المدنية. وقد أتى حريق نشب بغابة بني بوجمعة ببلدية بوقايد على أكثر من 5 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي والبلوط والكاليتوس وحوالي 200 شجرة مثمرة فيما سجل حريق ثان على مستوى غابة تافرانت ببلدية بني لحسن حيث ألحق أضرارا بحوالي 3 هكتارات من الأشجار الغابية. كما سجل حريق بغابة أولاد علي ببلدية لرجام تسبب في إتلاف أكثر من 4 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي والعرعار. وقد تمكّن أعوان الحماية المدنية مدعومين بعناصر من محافظة الغابات من إخماد هذه الحرائق في ظرف 11 ساعة مما سمح بإنقاذ مساحات شاسعة من المناطق الغابية إضافة إلى مساكن ريفية قريبة منها، استنادا إلى ذات المصدر. وأشارت نفس المصالح إلى أن التضاريس الجبلية الوعرة التي تمتاز بها هذه المناطق الغابية قد صعب نوعا ما من تدخل عناصر الحماية المدنية. وأرجح نفس المصدر السبب الرئيسي لاندلاع هذه الحرائق الى موجة الحر التي تشهدها ولاية تيسمسيلت منذ عدة أيام والتي وصلت إلى 43 درجة مئوية. حريق يتلف 75 هكتارا من الغابات بالطارف أتلف حريق مساحة 75 هكتارا من البلوط، الفلين والأدغال شبّ نهاية الاسبوع في جبال الزيتونة وحمام بني صالح والعيون بولاية الطارف، حسب الحماية المدنية. وفضلا عن 5 هوائيات الإرسال التابعة ل اتصالات الجزائر ، اتلفت هذه الحرائق محول كهربائي للإذاعة المحلية للطارف، يشير ذات المصدر، مضيفا أن التدخل السريع ل35 عنصرا من الحماية المدنية مدعمين ب8 شاحنات لمكافحة الحرائق وأعوان الغابات سمحت بالتحكم في الكارثة ولم تشمل محطة الإرسال للإذاعة الكائن مقرها بأم علي. كما أتت الحرائق خلال 24 ساعة الأخيرة على 8 هكتارات في مرتفعات حمام بني صالح في المكان المسمى قنطرة الرقدي ببلدية العيون.