لاقت مسرحية حدة يا حدة من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، التي تم عرضها مساء الخميس الماضي على ركح المسرح الجهوي لقسنطينة، نجاحا لافتا وذلك بالنظر إلى التصفيقات التي أطلقها الجمهور الحاضر عقب إسدال الستار. ويتناول هذا العمل الفني من تأليف جلال خشاب وإخراج صونيا وصونيا وحبال البخاري جوانب من حياة سيدة الأغنية الشاوية بقار حدة وذلك من خلال لمسة تاريخية وشعرية وإبداعية نالت إعجاب الحضور. ويرفع الستار على مشهد الشابة حدة المشهورة في أداء الأغنية الشاوية وكلمات أغانيها التي تتميز بالحمة والأمثال الشعبية وهي ترافق والدتها لتنشط حفلات العائلة. وتكسر حدة المولعة بالغناء والموسيقى كل الطابوهات وتصر على اختيارطريق الفن في وقت كانت فيه المرأة التي تغني تمثل العار. وتبرز المسرحية تأثّر وإحساس حدة بالظروف القاسية التي كان يعيشها الجزائريون إبان الاحتلال الفرنسي حيث تؤدي جبل بوخضرة لتحية الشاوية المضربين الذين عارضوا إدارة منجم الحديد إبان الفترة الاستعمارية. وتتعرف فيما بعد حدة التي تقمصت دورها ليديا لعريني على ذلك الذي سيسبح زوجها العازف على الناي إبراهيم بن دباش وتطلق العنان لصوتها وموهبتها في مجال الغناء إلى جانب التزامها ونضالها بقضية بلدها العادلة وذلك من خلال أغانيها الشهيرة جندي خويا و دمو سايح . وتتعاقب المشاهد لتصور هذه المرأة الريفية التي تستلهم من الحياة الريفية وكذا من الأمثال والحكم الشعبية حيث تؤدي باب سيدي و راكب لزوق و طريق تبسة . ويسدل الستار بمشهد مؤثر حي تظهر حدة منهارة أمام موت إبراهيم الملفوف في ملاياتها وناي مرافقها بيدها وهي تؤدي أغنية مقواني نصبر . وعقب العرض، صرحت صونيا بأنه ليس من السهل تلخيص 60 سنة من حياة بقار حدة في 90 دقيقة مؤكدة بأنه تم التركيز في هذه المسرحية على اللحظات القوية والمؤثرة من حياة بقار حدة باعتبارها المغنية والمرأة المناضلة والملتزمة. وسيتم عرض مسرحية حدة يا حدة ، التي تندرج ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015، بعد بضعة أيام بعديد ولايات البلاد، حسبما أفاد به المنظمون.