مع كل موسم حج لبيت اللّه الحرام، تتكرر مشاهد الحوادث المؤلمة التي تودي بحياة العشرات من الحجّاج، غير أن موسم الحج لهذه السنة لا يمكن أن يصنف إلى ضمن أسوأ مواسم الحج ، وبعد حادثة سقوط الرافعة بالحرم المكي، تسبب تدافع الحجاج بمنى قرب مكة في وفاة 717 حاج، وهو ما جعل السلطات السعودية تضع الحادثة في خانة الكارثة . وبالعودة لأهم الحوادث المميتة التي وقعت بالبقاع المقدسة نجد في سنة 2006، حدث انهيار كبير لفندق لؤلؤة الخير في مكةالمكرمة، الملحق بأحد الفنادق التي يقطنها الحجاج بمحاذاة الحرم المكي.. كانت الحصيلة ثقيلة، قدرت بوفاة 76 شخصاً وإصابة العشرات من جنسيات مختلفة، وخلال ذات الموسم وبعد 6 أيام وقعت حادثة أخرى أكثر مأسوي ، فبسبب تدافع الحجاج أثناء رمي الجمرات قرب جسر الرمي في وفاة 363 حاجا وحاجة، بالإضافة إلى إصابة 289 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، نتج الحادث عن تدفق أكثر من 600 ألف حاج على جسر رمي الجمرات، حيث كانوا يستعجلون الرجم لإتمام مناسك الحج خلال ليلة عيد الأضحى. وسنتين قبل هذا الحادث (2004)، وبسبب التدافع أيضا، لفظ 244 حاج أنفاسهم الأخيرة خلال رمي الجمرات في أيامها الأولى. وفي سنة 2001، وأثناء رمي الجمرات في وادي منى بالقرب من مكةالمكرمة، لقي 35 حاجاً مصرعهم بسبب التدافع، وهي حصيلة خفيفة نسبيا مقارنة مع عدد قتلى التدافع من أجل أداء معشر الرجم سنة 1998، حين توفي 119 شخص في وادي منى أيضا. أما سنة 1994، فقد شهدت ضعف هذا العدد من القتلى جراء التدافع، إذ توفي 270 من الحجاج دهسا بالأقدام. غير أن أضخم حصيلة من القتلى نتجت بسبب ازدحام وتدافع الحجاج هي التي وقعت سنة 1990.. حين كان آنذاك آلاف الحجاج يعبرون نفق منى نحو جنوبمكة، فحدث تدافع كبير بين ضيوف الرحمان، وتزامن ذلك حسب بعض المعطيات مع تعطل نظام التهوية، ما أدى إلى مقتل 1426 من الحجاج، أغلبهم توفي اختناقا، بعيدا عن حوادث التدافع المميتة التي وقعت خلال مواسم الحج، ثمة مصائب أخرى ألمت بالحرم المكي، راح ضحيتها قتلى بالمئات، تتعلق أساسا بالحرائق. وحسب المعطيات المتوفرة فإن أكثر هذه الحوادث إيلاما جرت سنة 1975، وتحديدا بالقرب من واد منى قرب مكةالمكرمة. حيث انفجرت قارورة غاز أدت إلى إضرام حريق مهول في الخيام، ما أدى إلى مقتل 200 من الحجاج.. 20 سنة بعد ذلك (سنة 1995)، قتل ثلاثة حجاج حرقا وأصيب حوالي 100 آخرين بعدما شبت النيران بإحدى الخيام بمنى. وبعد سنتين من هذه الواقعة، نشب في بحر سنة 1997 حريق مهول بسبب سخان يعمل بالغاز، التهم مخيما للحجاج بواد منى، أسفر عن مصرع 343 شخص وإصابة أزيد من 1500 حاج وحاجة.