يلتقي اليوم المنتخب الفرنسي ضد نظيره البرتغالي بملعب سانديني اليوم على الساعة 20:00 في نهائي واعد بين فريقين كبيرين، يطمح كل واحد منهما للتتويج بكأس أوروبا في نسختها ال 15. وقد يكون اللقاء متوازنا بين المنتخبان نظرا لتقارب مستوى لاعبي ممثلي نهائي أورو 2016. وقد تعتمد النتيجة على الأرجح على أداء البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي أنطوان غريزمان في ثاني نهائي يجمعهما في بطولتين أوروبيتين خلال ستة أسابيع. وقاد البرتغالي رونالدو فريقه ريال مدريد للقب رابطة أبطال أوروبا للأندية في نهاية شهر ماي الماضي بعدما أهدر منافسه الفرنسي غريزمان ركلة جزاء لفريقه أتليتيكو مدريد جار الريال في العاصمة الاسبانية. وتجاوز المهاجم الفرنسي بالتأكيد إحباطه السابق إذ يتصدر ترتيب هدافي البطولة الأوروبية حاليا بستة أهداف بينها اثنان يوم الخميس الماضي خلال الفوز على ألمانياحاملة اللقب العالمي. وسيحتاج فرناندو سانتوس مدرب البرتغال لقطع خطوط الامدادات عن المهاجم الذي تطلق عليه كل فرنسا اسم السيد غريزمان تعبيرا عن الاحترام رغم ملامح وجهه الطفولية. وخلال مباراة بلاد الغال منحت البرتغال غاريث بيل صانع اللعب المساحة الكافية لصنع الفرص لكن أداء الفريق تأثر بغياب الابداع عن خط الوسط أكثر من تأثره بقوة البرتغال. هذا الوضع لن يكون موجودا أمام فرنسا التي تملك أسلحة أكبر. وحتى لو نجحت البرتغال في السيطرة على غريزمان فأنه يمكن لديميتري باييه الذي تألق خلال الجولات الماضية تغيير كفة المباراة في ثوان. كما أثبت المهاجم أوليفييه جيرو قدرته على مساعدة الدفاع ومنح المساحة لزملائه من حوله. وبدا أن البرتغال تتمتع بروح فريق عالية مع أداء يهدف للفوز وليس لتقديم كرة جميلة بصرف النظر عن الأسلوب. وقدم سانتوس مباريات جيدة اعتمادا على طريقة 4-4-2 وحافظ عليها رغم الاصابات. ولم يظهر تأثر الفريق بغياب بيبي أمام بلاد الغال بسبب تألق بديله في الدفاع برونو ألفيس. ولابد أن سانتوس لاحظ من خلال متابعته لمباراة فرنسا وألمانيا أن المنتخب الفرنسي لديه نقطة ضعف على الجانبين خاصة من ناحية باتريس ايفرا في اليسار. وضغط الألمان بشدة عبر ظهيري الجنب اللذين تحولا إلى أجنحة. وفي جزء كبير من المباراة تحول لاعبا وسط فرنسا بول بوغبا وبليز ماتودي إلى أشباح ومنحا يوشوا كيميش ويوناس هيكتور مساحات واسعة. ويملك رفائيل جيريرو وسيدريك مدافعا البرتغال الكفاءة لتكرار ذلك ما قد يدفع ديشان للتحول من طريقة 4-2-3-1 الاكثر هجومية الى طريقة 4-3-3 والدفع بلاعب الوسط المدافع نغولو كانتي مجددا. لكن يبدو أن قدرة وسط البرتغال على تضييق الخناق على فرنسا مثلما فعل باستيانشفاينشتايغر وتوني كروس محل شك. وظهر دانيلو الذي حل محل وليام كارفاليو كلاعب وسط مدافع أمام بلاد الغال قويا وفعالا في أداء دوره لكن بدون أدوار هجومية. لا يبدو أن جواو ماريو وأدريان سيلفا يملكان القدرة على صنع تمريرات حاسمة لرونالدو أو ناني شريكه في الهجوم، ما يفتح الباب ربما أمام عودة صانع اللعب جواو موتينيو للتشكيلة. وهذا ما يثبت أن البرتغال لم تعد تعتمد بشكل كامل على رونالدو، بل على العكس عندما يتراجع مستواه يتألق آخرون. ونال ريناتو سانشيز (18 عاما) الاستحسان في مباراة الدور ربع النهائي أمام بولونيا بينما سجل ناني ثلاثة أهداف حتى الآن. وهنا قد يقول البعض أن رونالدو أفضل لاعبي البرتغال سجل ثلاثة أهداف في البطولة حتى الآن لكن أهدافه الغزيرة مع ريال مدريد ما تزال غائبة. ولا يمكن لمدافعي فرنسا أن يسقطوا في فخ إيقاع البرتغال البطيء الذي أظهرته خلال البطولة لأن رونالدو يمكن أن يحول الدفة لصالح فريقه في أي لحظة مثلما فعل برأسية رائعة أمام بلاد الغال في الدور ما قبل النهائي.