أحدث تعميم الإنارة التي أضاءت مختلف أرياف ومداشر ولاية سوق أهراس الواقعة بأقصى شرق البلاد فضلا عن اكتساح شبكة الغاز الطبيعي لجل بلدياتها ومد وتعبيد مئات الكيلومترات من الطرق توازنا وإقلاعا تنمويا وسيولة في حركة المرور بهذه الولاية التي تعد واجهة أمامية للبلاد حسبما علم لدى مصالح الولاية. فالمتجول عبر بلديات الولاية وحتى بلديات الشريط الحدودي على غرار المراهنة ولحدادة وأولاد مومن ولخضارة وسيدي فرج يلاحظ القفزة النوعية التي أحدثها إيصال الكهرباء الريفية وفتح مسالك ما سمح بفك العزلة عن السكان ما انعكس إيجابا على حياتهم اليومية إلى جانب خلق ديناميكية وتغيير وجه الريف بهذه الجهة التي تعد بوابة لولاية سوق أهراس والجزائر. واقتحم الكثير من الفلاحين بالمنطقة عالم الفلاحة بقوة داخل مستثمراتهم حيث اعتمدوا تقنية السقي قطرة-قطرة وحفر آبار وجلب مياه الشرب وذلك بفضل تعميم برنامج الإنارة الريفية. وعلى الرغم من أن سوق أهراس تتميز بطبيعة وتضاريس جبلية وعرة على غرار بلديات عين الزانة وأولاد مومن وأولاد ادريس والمشروحة ولحنانشة إلا أن مختلف برامج التنمية بتجسيد عديد العمليات الإنمائية في قطاعات مختلفة ما سمح بتثبيت السكان في مناطقهم الأصلية والتوجه نحو خدمة الأرض. واستنادا لمسؤولي الولاية فإن الجهود تركزت بداية من 2010 أساسا على استكمال ما تبقى إنجازه من البرنامج الخماسي الأخير 2005-2009 في مجال التزود بالكهرباء والربط بشبكة الغاز الطبيعي وذلك في إطار برنامج الهضاب العليا الذي مس بلديات كل من الدريعة وبئر بوحوش وسافل الويدان وتاورة وسيدي فرج وتارقالت ليستكمل بذلك البرنامج المقدر ب180 كلم. وأكد مسؤولو القطاع محليا بأن مد كيلومتر واحد (1 كلم) من شبكة الكهرباء الريفية 2 مليون د.ج يبرز حجم الإمكانيات المالية الضخمة التي رصدتها الدولة لتلبية حاجيات ومتطلبات سكان المناطق النائية من أجل ضمان فك العزلة عنهم. وتبرز جهود الدولة كذلك في مجال شبكة الغاز الطبيعي الذي عرف قفزة معتبرة بالولاية حيث من ضمن 26 بلدية تعدها الولاية 24 بلدية منها موصلة بهذه الشبكة فيما تجري الأشغال لربط البلديتين المتبقيتين قبل نهاية السنة الجارية . وأوضح مدير الطاقة بأنه تم برسم الخماسي الأخير ربط 17 تجمعا سكانيا ثانويا على غرار وادي الداموس ببلدية وادي الكباريت والحمري (لحنانشة) وعين طولبة (سدراتة) والجحيفة (الزعرورية) والكاف (تيفاش) وبئر الحاج الطيب (أم لعظايم) وعين الدالية لحنانشة) وعين لحجر (مداوروش) مشيرا إلى أن الأشغال تجري حاليا لربط التجمع السكاني الثانوي البطوم (تاورة) فيما سيشرع قريبا في أشغال ربط التجمع السكاني لفويض (أولاد مومن). سكان يستغنون عن الاحتطاب نهائيا كما شملت عمليات الربط بهذه المادة الأساسية عددا من التحصيصات الاجتماعية على غرار القرزي وروكاز وهنية ببلدية سدراتة وبئر موكحلة وبورقاص (تاورة) و80 سكنا تساهميا وحي دوجة ببلدية سوق أهراس وتحصيص 175 قطعة بالمراهنة و30 سكنا مجمعا (سيدي فرج) وهو ما سمح بربط ما يقارب 8 آلاف سكن ومكن من رفع نسبة الربط بالغاز الطبيعي من 56 بالمائة سنة 2010 إلى 70 بالمائة حاليا وتوفير أكثر من 40 ألف قارورة غاز بوتان بعد تشغيل مختلف الشبكات المذكورة. وساعد تجسيد ذات البرنامج السكان المحاذيين للغابة من تقليص والاستغناء عن استعمال مادة الحطب للتدفئة والطهي ما أدى إلى التقليل من حرائق الغابات وسمح في نفس الوقت على استقرار السكان في أراضيهم لخدمة الفلاحة. كما مكن مد وتعبيد 230 كلم من الطرق الولائية والبلدية على مستوى البلديات المتاخمة للشريط الحدودي بولاية سوق أهراس من فك العزلة و إحداث سيولة في حركة المرور حيث أوضح مصدر بمديرية الأشغال العمومية بأن عديد المحاور الطرقية التي تم مدها معبدة بالخرسانة الإسفلتية وذلك عبر خمس بلديات على غرار أولاد مومن وعين الزانة ولخضارة ولحدادة وسيدي فرج.