سيقود وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، الوفد الجزائري في الاجتماع الوزاري للقمة ال17 لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز، المزمع عقدها بفنزويلا اليوم السبت وغدا الأحد. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أن وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة وصل، أول أمس، الى جزيرة مارغاريتا بفنزويلا حيث سيقود الوفد الجزائري في الاجتماع الوزاري للقمة ال17 لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز التي ستنعقد في مارغاريتا يومي 17 و 18 سبتمبر 2016. ويأتي هذا اللقاء الذي ينظم تحت شعار موحدون من أجل السلام ، في سياق يتميز بتحديات سياسية واقتصادية عدة بالنسبة للحركة كتفاقم النزاعات والتوترات والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الدول الأعضاء في الحركة. وستسمح هذه القمة بتدعيم مواقف الحركة حول القضايا الدولية الكبرى عشية انعقاد الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتناقش القمة البنود المدرجة على جدول أعمالها ومن بينها تقرير الاجتماع الوزاري الذي عقد أول أمس والذي تضمن عددا كبيرا من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية محل اهتمام الحركة، منها ملفات تخص السلم والأمن الدوليين. وتأسّست حركة عدم الانحياز من 29 دولة من الدول التي كانت تعيش تحت سيطرة الاستعمار الغربي واتخذت قرارها في مؤتمر باندونغ الذى عقد في أندونيسيا فى عام 1955 بإنشاء هذه الحركة، التي مثّلت إفرازا للحالة السياسية التي عاشها العالم في ظل واقع منقسم بين صراع الولاياتالمتحدة وحلفائها في المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي الاشتراكي الذي يقوده الاتحاد السوفياتي من جانب آخر. وأول من نادى بتأسيس هذه الحركة رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري، جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي، جوزيف بروز تيتو، والهدف من إنشائها هو إنشاء كيان سياسي دولي يضمن لدول الحركة إتخاذ مواقع تعبّر عن مصالح شعوبها بشكل محايد بعيدا عن الانحياز لإحدى الكتلتين اللتين كانتا تسيطران فعليا على الساحة السياسة الدولية. وتسبّبت جهود الحركة في نجاح كثير من الدول والشعوب في الحصول على حريتها وتحقيق استقلالها وتأسيس دول جديدة ذات سيادة. وكان من نتائج مؤتمر باندونغ أنه تم الإعلان عن المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول كبيرها وصغيرها وهي المبادئ التي عرفت باسم مبادئ باندونغ العشرة ، والتي جرى اتخاذها فيما بعد كأهداف ومقاصد رئيسية لسياسة عدم الانحياز، وبات تحقيق تلك المبادئ هو المعيار الأساسى للعضوية في حركة عدم الانحياز، وعرفت بما يسمى جوهر الحركة حتى بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي. وبعد مؤتمر باندونغ بستة أعوام تم تأسيس حركة دول عدم الانحياز على أساس جغرافي أكثر اتساعا أثناء انعقاد الإجتماع الأول للحركة بشكل رسمي في العاصمة اليوغوسلافية بلغراد فى عام 1961 وحضره ممثلو 25 دولة منها الجزائر، ثم توالى عقد المؤتمرات حتى المؤتمر الأخير المنعقد حاليا في فنزويلا خلال الفترة من 13 إلى 18 سبتمبر الحالي. وقد ركّزت الأهداف الأساسية لدول حركة عدم الانحياز منذ انطلاقتها على تأييد حق تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة والسلامة الإقليمية للدول ومعارضة الفصل العنصري وعدم الانتماء للأحلاف العسكرية متعدّدة الأطراف وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى والكفاح ضد الاستعمار بكافة أشكاله وصوره ونزع السلاح.