- أصحاب المآزر البيضاء يطالبون بتوفير الأمن ليلا - غاشي يحمّل إدارة المستشفيات مسؤولية ما يحدث أصبحت ظاهرة غياب أعوان الأمن عبر مختلف المستشفيات، خلال الفترة الليلية، من الظواهر الأكثر انتشارا والتي أصبحت تثقل كاهل المواطن، لاسيما المرضى والطاقم الطبي القائم على مختلف المستشفيات، وهو الأمر الذي أدى إلى تفشي ظاهرة العنف لدرجة أن هذه الأخيرة أصبحت تشبه حلبات المصارعة بالمشادات اللسانية التي تصل في بعض الأحيان إلى حد العراك بالأسلحة البيضاء، كما وقع في إحدى قاعات الاستعجالات الطبية ببودواو أين تم قتل المريض من طرف أحد المنحرفين، وهو ما يؤكد، حسب العديد من الأطباء والممرضين، ان ظاهرة العنف لم تعد حكرا على الملاعب، فقد أضحت المستشفيات مسرحا آخر لفصول العنف الممارس ضد الأطباء والممرضين من بعض المنحرفين. مستشفيات تتحول إلى حلبة للمصارعة أضحت ظاهرة الاعتداءات على الأطباء حديث الساعة بالمستشفيات وفي أوساط العامة لاتخاذها منحى كبيرا وواسعا حيث انتشرت بشكل كبير أين أصبحت أغلب المصلحات تشهد مواجهات يومية بين المنحرفين والأطباء بقيام المنحرفين بالاعتداء وضرب الأطباء والتسبب لهم بآثار كبيرة وهو ما اشتكى منه العديد من الأطباء والممرضين على حد سواء. وقد ساهم غياب أعوان الأمن بالمستشفيات في استفحال الظاهرة وحدوثها باستمرار أين أصبح الأطباء يمارسون مهامهم وسط تخوف دائم من أن يفاجئهم أحدهم ويعتدي عليهم في صمت بعدم تواجد من يحميهم ويبعد عنهم الأذى، بسبب غياب الحماية التامة التي تمكنهم من أداء مهامهم في أمن وسلام وهو ما أعربت عنه وسيلة، طبيبة بأحد المستشفيات بالعاصمة، إذ تشهد أغلب المستشفيات وخاصة بقسم الطوارئ والتي تشهد عادة حركية كثيفة وتوافدا كبيرا من طرف المرضى وذويهم، ضغوطات كبيرة مما يستدعي الصراخ والتجادل والاشتباكات بين الطاقم الطبي والشباب من مرافقي المرضى ليؤدي كل هذا إلى شجار أغلبه يكون عنيفا وتكون عواقبه وخيمة، وتحدث هذه المشاجرات الدامية بسبب الخدمات حيث يكون هناك ضغط وتدافع على الظفر بالمكان وعندما لا ينجح الطبيب في استقبال الحالات والتكفل بها جميعا وعندما يتعذر الأمر على الكثيرين في الحصول على الخدمات يصبح الأمر عنفا وبأي ثمن وعن طريق الشجار وبالقوة، حيث ان أغلب المصالح وخاصة في الفترة الليلية تتحول إلى بؤر اعتداءات على الأطباء وذلك دائما بسبب غياب أعوان الأمن الذين يضمنون السلامة والأمن للطاقم الطبي، حيث يقول أحد المواطنين أنه طالما شاهد اعتداءات على الأطباء خلال الفترة الليلية وأنه لم يلحظ تواجد لعنصر الأمن، آنذاك. وتختلف أسباب الاعتداءات على الأطباء من سبب إلى آخر حيث أن أبرزها التماطل في إسداء الخدمات للمواطنين من طرف الأطباء وهو ما ينتج عنه غالبا الاعتداءات حيث يشعر الأغلبية من مرافقي المرضى أو المرضى بحد ذاتهم بنوع من الاستفزاز ما يدفعهم إلى الاعتداء تلقائيا على الطبيب في حال ما إذا رفض معاينة المرضى والاعتناء بهم، ومن جهتهم، يتم الاعتداء على الأطباء لأغراض أخرى على غرار السرقة وأحيانا لأسباب مجهولة أين نجد المعتدين يقومون بالاعتداء على الأطباء وفقط وهو ما أصبح يرعب الأطباء أكثر وخاصة عندما يغيب عنصر الأمن الذي بإمكانه الحد من الظاهرة. أصحاب المآزر البيضاء يروون معاناتهم ولا يقتصر الأمر على المنحرفين باعتداءاتهم على الأطباء والطاقم الطبي بأقسام المستشفيات، لتتحول إلى الأشخاص العاديين الذين بدورهم أصبحوا يعتدوا على الأطباء لأتفه الأسباب وأبسطها وهو ما روته إحدى المختصات بمستشفى قسنطينة ل السياسي وهي تستذكر حادثة الاعتداء على أحد الأطباء جسديا خلال السنة الماضية من قبل أحد المواطنين بمستشفى الخروب في قسنطينة. وحسب ذات المتحدثة، فإن الطبيب الذي كان بصدد فحص بعض المرضى الذين توافدوا ليلا على مصلحة الاستعجالات، تفاجأ بمرافق أحد المصابين وهو يتهجم عليه بلكمات على مستوى الوجه مما سبب له نزيفا حادًا، ليتدخل بعد ذلك بعض الحاضرين الذين أنقذوا الطبيب من بطش هذا الشاب. وقد تسببت هذه الحادثة الجديدة في غليان حقيقي بين عمال المستشفى وتحديدا الأطباء والممرضين الذين استهجنوا هذا الفعل الذى أصاب حرمة الأطباء، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أصحاب المآزر البيضاء بالمستشفى لمثل هذا الفعل. من جهتهم، يرى أغلب المواطنين بأن ما يحدث من اعتداءات على الأطباء أمر غير جائز ويجب معاملة الطبيب كشخص وكمهني يؤدي رسالة نبيلة حيث يرى كثيرون بأن هذه الطريقة ليست حلا للظفر بالخدمات من عدمها، ليطلعنا مروان في هذا الصدد أنه لا يلجأ لطرق غير أخلاقية مثل هذه والاعتداء على الطبيب من أجل المعاينة أو العلاج، وأرجع كثيرون الظاهرة إلى غياب الأمن التام الذي يوفر الحماية والأمن للطبيب أثناء تأديته لمهامه مما جعل الأمر يتجه على هذا النحو، أين كل الظروف متاحة ومهيأة لشتى أنواع الاعتداءات بمختلف الأقسام. وقد اشتكى عدد من الممرضين والأطباء من مستخدمي الصحة العمومية من كثرة الاعتداءات والمضايقات اليومية التي يتعرضون لها بشكل متكرر بمصلحة الاستعجالات بمستشفى الزهراوي بعاصمة ولاية المسيلة وخاصة في الفترات المسائية من طرف أشخاص منحرفين ومتعاطي والمخدرات. حيث لم يعد بالإمكان السكوت عن التحرشات ومحاولات الاعتداء الجسدي عليهم وهو ما حصل للطبيب المناوب ذات ليلة والذي صدم من هجوم أحد المخمورين عليه طلبا لدواء الفاليوم ، فما كان منه إلا الهروب من النافذة الخلفية خشية أن يتعرض لمكروه ليقوم ذات الشخص الغريب بكسر زجاج باب المناوبة الطبية مما أثار حالة من الفوضى داخل مكتب الطبيب، بسبب حالة الهيجان التي أصابت هذا المخمور، وهنا ذكر محدثونا أن معضلة غياب أعوان الأمن، خاصة خلال الفترة المسائية، أصبحت لا تطاق وتهدد استمرارهم في أداء واجبهم. ..وأطباء يطالبون بتوفير الأمن ليلا داخل الاستعجالات وفي ظل هذا الوضع، تأسّف العديد من الأطباء والممرضين من تزايد الاعتداءات وغياب الأمن داخل المستشفيات والعيادات، وهو ما أعربت عنه إحدى الممرضات قائلة: إن ظاهرة الاعتداء على الأطباء ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أصبح الأطباء والعاملون بقسم الإسعاف والاستعجالات عرضة للاعتداءات الجسدية باستخدام الأسلحة البيضاء والسب والشتم ، وهو ما يستدعي، حسب العديد من القائمين في هذا القطاع، باتخاذ الإجراءات اللاّزمة لحماية الأطباء والعاملين والمرضى المناوبين والعاملين في الفترة الليلية خاصة بعدما عجز أعوان الأمن العاديين عن توفير الحماية اللاّزمة لهم. غاشي يحمّل إدارة المستشفيات المسؤولية ومن جهته، أوضح غاشي الوناس، الأمين العام للنقابة الوطنية لشبه الطبيين، بأن إدارة المستشفى والأمن بالمستشفيات لا يؤديان دورهما كما ينبغي ولا تحترم سيرورة العمل والنظام الداخلي للمؤسسات وخاصة مؤسسة حساسة كالمستشفى، ما يحولها إلى أماكن نزاعات بدل أماكن خدمات حيث أن استفزاز الأطباء للأشخاص ينتج عنه اعتداء على الطبيب فيما يدخل المستشفيات عشرات المنحرفين والشباب الطائش والعصبي والمتهور ويقومون بالاعتداء على الأطباء وبدون أسباب تذكر في غالب الأحيان وتكون عمليات الدهم خاصة من المناطق الشعبوية والأشخاص الذين لا يفقهون ونحن هنا لا نتهم المواطن بالاعتداء على الطبيب سدى، ففي غالب الأحيان الطبيب لا يؤدي دوره ومهامه ويستفز الأشخاص ليكون الاعتداء عليه تلقائيا دون سابق إنذار . فتح مكتب للشكاوى بوزارة الصحة.. ضروري وفي ذات السياق، تساءل أبوبكر الصديق محيي الدين، الأمين العام للمنظمة الوطنية لضحايا الأخطاء الطبية، عن الاسباب والدوافع التي جعلت الأشخاص يعتدون على الأطباء حيث يتوجب على وزارة الصحة ان تنظر في وضع الأطباء وسيرورة عملهم وطرق معاملتهم مع المرضى حيث أن معالجة المشكل وإلقاء اللوم يكون دائما على الشخص المعتدي والتغاضي عن المرضى والمواطنين إذ نتساءل أين حقوق المرضى؟، كما يتوجب ان يكون هناك مكتب للشكاوى على مستوى وزارة الصحة لفتح باب الحوار بين المريض والوزارة الوصية حيث ان جميع الأبواب مقفلة في وجه المريض والمواطن وعندما لا يجد هذا الأخير كل هذا، يصب جام غضبه على الطبيب ويصبح الأمر مشكلا، فيما أن الطبيب لا يكلف نفسه العناية بمريضه لا صحيا ولا نفسيا ولا معنويا .