اعتبر مشاركون في ملتقى دولي حول التراث الإسلامي المغاربي، نظم بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان، أن رقمنة المعطيات الهندسية للمعالم الأثرية المغاربية كفيلة بضمان حمايتها واستمرارها كشواهد تاريخية حية للحضارات المتعاقبة بالمغرب العربي. وأبرز الأستاذ فؤاد غماري من جامعة تلمسان في محاضرته، أنه يستوجب على الخبراء والمختصين رقمنة المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها الجزائر وتسجيلها في صيغة الأبعاد الثلاثة، مشيرا إلى الجهود التي تبذل وطنيا للمحافظة على هذا الإرث عن طريق الترميم والحماية. كما ذكّر ذات المتدخل ببعض المعالم التاريخية لعاصمة الزيانيين والتي تعود إلى مختلف الإمارات والدول المتعاقبة على هذه الحضيرة التي لا تزال شامخة تروي مآثر الأسلاف، مثل الجامع المرابطي الذي تم تشييده في القرن العاشر ميلادي تحت حكم علي بن يوسف بن تاشفين ومسجد سيدي بلحسن الذي شيد سنة 679 هجرية (1296 ميلادي) على يد عثمان بن زيان خليفة يغمراسن وأطلق عليه اسم أبي الحسن بن يخلف التنسي . ويهدف هذا اللقاء الذي ينظم في إطار إحياء شهر التراث إلى التعريف بالمعالم الأثرية عبر بلدان المغرب العربي والدعوة إلى الاهتمام بها وترميمها لتبقى شاهدة على الحضارة الإسلامية للمنطقة، وفقا لما أفاد به الأستاذ عبد القادر جديد من قسم الهندسة المعمارية بجامعة تلمسان ورئيس اللجنة العلمية للملتقى، الذي صرح أن الأشغال تتمحور حول البعد التاريخي والجغرافي للمعالم وكذا البعد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. كما يرمي الملتقى أيضا إلى إبرام اتفاقيات تعاون في مجال المحافظة على التراث المادي بين قسم الهندسة التابع لكلية التكنولوجية لجامعة تملسان والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية لتونس وجامعة إيون ميوسي ببوخارست برومانيا. وأقيمت ضمن هذا اللقاء الذي شهد مشاركة أساتدة من مختلف جامعات الوطن ومن تونس ورومانيا وإيران عدة ورشات تمحورت أشغالها أساسا حول التراث والرقمنة والحضائر المغاربية وهندسة المدينة القديمة والقصور ومناهج التدخل لترميم المعالم الأثرية. ونظم هذا اللقاء الذي دام يوما واحدا من طرف قسم الهندسة المعمارية لجامعة تلمسان بالتنسيق مع مركز الفنون والمعارض لمدينة تلمسان.