- 8 ماي .. مجازر تأبي النسيان أحيا الشعب الجزائري الذكرى ال72 لمجازر 8 ماي 1945 التي تمت في مدن سطيف، ڤالمة وخراطة أين ارتكب المستعمر الفرنسي أبشع الجرائم الإنسانية التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين، والتي لا يمكن للزمن محوها من ذاكرة الشعب الذي يقوم بإحيائها وترسيخها للأجيال القادمة، لتتنوع مظاهر إحياء الذكرى عبر ولايات الوطن وتلتقي في نقطة واحدة وهي استذكار الوقائع، وهو ما شهدته ولايات الوطن عبر الأنشطة التي خصت بها الذكرى، وكان للنساء كلمة في هذه المناسبة، حيث التحفن السواد في ولاية ڤالمة حزنا على الشهداء الذين أبادتهم فرنسا والمقدر عددهم ب45 ألف شهيد. الملاءة السوداء تخليدا لذكرى المذابح جابت أفواج من النساء يرتدين الملاءة السوداء عدة شوارع في المسيرة المخلدة للذكرى ال72 لمجازر 8 ماي 1945 بعد ظهر اول امس، للتعبير بطريقتهن الخاصة عن مدى مساهمة المرأة في النضال ضد المستعمرة وقد صنعت ما يفوق ال100 امرأة الحدث في هذه المسيرة من خلال ملاءاتهن السوداء التي تمثل رمزا لفداحة المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق شعب أعزل وهي أول مبادرة من نوعها تتميز بها النساء في هذه المناسبة السنوية وسط الجموع الغفيرة من المواطنين ومعهم سلطات الولاية المدنية والعسكرية وبراعم الكشافة الإسلامية الجزائرية والمنخرطين في المؤسسات الشبانية وذلك من مكان انطلاق المسيرة بمنطقة الكرمات بأعالي مدينة ڤالمة وفي نفس التوقيت التاريخي على الساعة الرابعة بعد الظهر وقطع الموكب المتزين بالألوان الوطنية الممزوجة باللون الأسود نفس المسار التاريخي الذي سلكه المناضلون في الحركة الوطنية وأفواج المواطنين المطالبين بالحرية والقادمين من كل مشاتي ودواوير وقرى ولاية ڤالمة ذات يوم الثلاثاء 8 ماي 1945 مرورا بشارع عنونة حيث استقبلتهم النساء بالزغاريد المنطقة من شرفات البنايات ثم شارع عبد الحميد بن باديس ونهج عبد الكريم آخر نقطة في المسيرة وتوقفت المسيرة بنهج 8 ماي 1945 عند المكان الذي اعترض فيه البوليس الفرنسي بقيادة رئيس دائرة وقتها أو سو بريفي ، كما يسميه الفرنسيون، أندري أشياري، طريق المتظاهرين في ذلك اليوم الذي سقط فيه أول شهيد في تلك المجازر والأعمال القمعية وهو الشاب عبد الله بومعزة المدعو حامد حيث بقيت أفواج النساء بالملاءة إلى آخر لحظة من مسيرة التظاهرة. وقد جاءت مبادرة الملاءة السوداء من طرف مديرية الشباب والرياضة بالولاية، حسبما صرحت به بعين المكان آسيا حريزي، رئيسة مكتب الحركة الجمعوية بذات المديرية، التي أشارت إلى أن النساء المشاركات في المسيرة بهذا اللباس التقليدي التاريخي يمثلن 20 جمعية شبانية منخرطة في مؤسسات الشباب وكانت السلطات المحلية المدنية والعسكرية ومجاهدون وجموع غفيرة من المواطنين قد توجهوا إلى مقبرة الشهداء بالمدينة للترحم على أرواح الشهداء الأبرار كما قاموا بعدها بزيارة المعالم التاريخية المخلدة للذكرى ببلديات بومهرة أحمد وبلخير وهيليوبوليس وڤالمة. ڤالمة تستذكر الهولوكوست رغم مرور 72 سنة على صور الموت والمعاناة التي تكبدها الشعب الجزائري في 8 ماي 1945 في كل من ڤالمة، سطيف وخراطة صور خلفها المستعمر، إلا ان الذكرى تأبى النسيان، لتكون شهادة ضد الجرائم والمجازر على مر التاريخ. لا تزال ولاية ڤالمة تستذكر ما وقع يومها من جرائم وصلت إلى حد حرق الجثث لإخفاء الجريمة النكراء. إحدى عشر موقعا شهد جرائم المستعمر الفرنسي بولاية ڤالمة ذات 8 ماي من عام 1945 معالم لا تزال تسرد مأساة شعب خرج مسالما في مسيرة جمعت بين فرحته بعودة أبنائه ممن جندوا جبرا بانتهاء الحرب العالمية الثانية وبين الرغبة في أن تفي فرنسا العجوز بوعود كاذبة بأن ترفع يدها على هذه الأرض الطيبة الجزائر. هي فرحة لم تكتمل وتواجه بالقتل والحرق والإبادة الجماعية، لم تفرق فيها آلة القتل الفرنسية بين الصغير والكبير ولا بين الرجل والمرأة، قنطرة السيقان، الكريار، محطة القطار، مدرسة الفتح، كاف البومبة وفرن الجير، الثكنة القديمة، محمد عبدو، قنطرة بلخير وغيرها معالم وإن أهمل ذكراها جيل اليوم، لا تزال مغروسة في أذهان وذاكرة من عايشوا الحدث ويستحضرونها بألم وحسرة. ولا تزال هذه الجرائم محفورة في الذاكرة الجماعية للمنطقة. ويذكر بعض الشهود أن هذه المعالم كانت مخصصة لتعذيب وقتل الشعب الجزائري الذي ثار في وجه المستعمر ولا تزال تشهد على بشاعته وحتى لا ننسى فمن ڤالمة، سطيف وخراطة الذكرى ولكتاب التاريخ أن يرسموا معالم العبرة. شعال بوزيد في تيسمسيلت وانطلقت بتيسمسيلت حملة تحسيسية للتعريف بالشهيد الكشاف بوزيد سعال، أول من سقط في ميدان الشرف خلال مجازر الثامن ماي 1945، حسب المنظمين. وتتضمن هذه الحملة المنظمة بمبادرة من المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية بمناسبة إحياء الذكرى ال72 لمجازر 8 ماي 1945 توزيع مطويات على تلاميذ المؤسسات التربوية تبرز السيرة الذاتية للشهيد بوزيد سعال إضافة إلى إطلاع الشباب على شخصيته عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كما أوضحه المحافظ الولائي لهذا التنظيم الكشفي، عبد القادر قروج. وبرمجت ضمن هذه المبادرة التي تدوم ثلاثة أيام لقاءات جوارية مع الشباب سيتم من خلالها تسليط الضوء على شخصية الشهيد فضلا على تنشيط حصة إذاعية حول الموضوع ويأتي الهدف من تنظيم هذه الحملة لاستذكار مناقب الشهيد بوزيد سعال وتوعية الشباب بالدور الكبير الذي لعبته الكشافة الإسلامية الجزائرية في تجنيد المواطنين في مظاهرات 8 ماي 1945 التي قابلتها السلطات الاستعمارية بوحشية كبيرة نجم عنها أكثر من 45 ألف شهيد. وللتذكير، ولد الشهيد سعال بوزيد في سنة 1919 بقرية الزايري ببلدية الأوريسيا بولاية سطيف، وقد انخرط في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج الحياة عندما كان في ال15 من عمره مما أكسبه حسا وطنيا كبيرا وإقبالا على العمل الوطني والنضال من أجل الاستقلال وكان بوزيد سعال أول من استشهد في المسيرة المطالبة باستقلال الجزائر يوم الثامن ماي 1945 بمدينة سطيف رافعا العلم الوطني. مسيرة ضد النسيان بسطيف سار حشد كبير من المواطنين من مختلف الأعمار صباح يوم أمس بمدينة سطيف في مسيرة الوفاء، للتذكير بمسيرة الدم لصباح يوم الثلاثاء 8 ماي 1945 لكي لا تنساها الأجيال المتعاقبة وبالنسبة للأحفاد الذين ساروا اليوم على خطى أجدادهم، فرغم مرور 72 سنة على تلك المسيرة، فإن ما اقترفته فرنسا الاستعمارية من تقتيل استهدف جزائريين عزل ساروا بطريقة سلمية، لا يمكن أن يمحى من الذاكرة الجماعية خاصة وأن تلك الأحداث الدامية التي ذهب ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد هي التي مهدت الطريق لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر 1954 وقد شارك في هذه المسيرة التي تنظم في مثل هذا اليوم من كل سنة وفي نفس توقيت مسيرة 8 ماي 1945 المئات من المواطنين تتقدمهم السلطات المحلية ومجاهدون، وقد شكّل المشاركون في المسيرة مربعات ضمّت مجموعات كبيرة من المواطنين وأخرى لكل من براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية وعديد الأسلاك النظامية، على غرار الدرك الوطني والجمارك والشرطة والحماية المدنية وذلك تكريما وتخليدا لمن ساروا ذات ال8 ماي 1945 على نفس المسار وقابلتهم قوات المستعمر الفرنسي بهمجية بشعة، إذ برزت براعم الكشافة الإسلامية في المربع الأول يتقدمها حاملو باقة الزهور مما أعاد إلى أذهان الأحفاد صور تلك الأحداث الدامية التي عاشها رفقاء الشهيد بوزيد سعال في ذلك الوقت وعلى نفس المسار سار الأوفياء انطلاقا من مسجد أبي ذر الغفاري ، مسجد محطة القطار سابقا، مرورا بشارع أول نوفمبر، (جورج كليمونسو سابقا)، ثم شارع 8 ماي 1945، ليتوقف الجميع أمام النصب التذكاري حيث سقط سعال بوزيد الذي كان أول شهداء تلك المجازر. وقد تم بالمناسبة، وضع إكليل من الزهور في مكان استشهاد سعال بوزيد وذلك بالقرب من عين الفوارة بوسط مدينة سطيف وكان من بين المشاركين أحد المواطنين، (أحمد جودي، 53 سنة)، الذي اعتاد المشاركة منذ صغره كل سنة في هذه المسيرة والذي أعرب عن تأثره الشديد وهو يستحضر المشاهد الدامية من خلال الحكايات التي كانت تروى له عن ما عاشه الأجداد، رغم أنه من مواليد ما بعد الاستقلال، قبل ذلك، توجهت سلطات الولاية المدنية والعسكرية رفقة مجموعة من المجاهدين وبعض الولاة السابقين لسطيف وبحضور سفير دولة فلسطين لؤي عيسى إلى مقبرة سيدي السعيد بحي بوعروة بسطيف حيث جرت مراسم الترحم على أرواح شهداء 8 ماي 1945. وبعين المكان، صرح رئيس مؤسسة 8 ماي 1945 الوطنية، عبد الحميد سلاقجي، أن هذه المقبرة يوجد بها قبران جماعيان يضم كل واحد منهما ما بين 21 إلى 23 شهيدا ليضافا، كما قال، لقوافل شهداء الجزائر الذين قدر عددهم ب8 ملايين و500 ألف شهيد وذلك طيلة الفترة الممتدة من 1830 إلى 1962 مستندا في ذلك إلى إحصائيات المؤسسة التي يشرف عليها. وتواصلت الاحتفالات بذكرى 8 ماي 1945 بإقامة عديد النشاطات من بينها المهرجان الولائي للرياضات الأولمبية (أولمبياد مصغرة) بمشاركة 4500 عنصر و ذلك بالمدرسة الوطنية للرياضات الأولمبية بالباز، وإجراء التجارب الأولية لترامواي سطيف على مستوى حي 300 سكن. انطلاق قافلة الذاكرة والتاريخ بالعاصمة إنطلقت بالجزائر العاصمة قافلة شبانية تحت شعار 8 ماي 45.. ذاكرة وتاريخ ، بمشاركة 2500 شاب وتدشين عدة هياكل ومرافق رياضية وعمومية صحية ورياضية على مستوى ولاية الجزائر. وتهدف هذه القافلة الشبانية المنظمة في إطار تخليد الذكرى ال72 لمجازر 8 ماي 45 إلى ترسيخ روح المواطنة لدى الشباب والتواصل بين الأجيال، حسبما صرح به والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء الحكومة لدى إشرافه على انطلاق هذه القافلة. وسيتم خلال هذه القافلة الشبانية التي ستجوب 28 ولاية زيارة أهم المواقع التاريخية والمتاحف التي تبرز المحطات التاريخية إلى جانب تخصيص لقاءات تجمع الشباب مع مجاهدي المنطقة إلى جانب برمجة نشاطات ترفيهية ورياضية. من جهة أخرى، أبرز زوخ خلال تدخله في ندوة نظمت بمتحف المجاهد بعنوان مجازر 8 ماي 45.. المنعطف الحاسم في المسار النضالي للشعب ، أن الاحتفال بالذكرى هي استحضار لحجم التضحيات الجسام التي قدّمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع حريته ووقفة للترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف، وأشار إلى أن هذه المجازر تمثل أبشع الجرائم الإستعمارية المرتكبة في حق الإنسانية قاطبة، كما تعكس هذه الأحداث صورا عن فظاعة الآلة الاستعمارية وتجاوزاتها لحقوق الإنسان من خلال التعذيب المرتكب في حق الشعب الجزائري. واعتبر والي العاصمة هذه الأحداث الدامية التي سقط فيها 4.500 شهيد وصمة عار في جبين المستعمر وصفحة ناصعة من تاريخ الجزائر تشهد على شجاعة ونضال الشعب الجزائري وإصراره على الحرية، رغم المشروع الاستعماري الرامي إلى طمس الهوية والثوابت الوطنية. وبذات المناسبة، أشرف زوخ على تدشين عدة هياكل رياضية، صحية وصناعية على مستوى المقاطعات الإدارية للشراڤة والدرارية، بئر مراد رايس والحراش وحسين داي التي من شأنها تعزيز مختلف هياكل القطاعات للدفع بعجلة التنمية المحلية وتقديم خدمات نوعية للمواطنين. للتذكير، استهل الوالي رفقة الوفد الوزاري المشارك وأعضاء الأسرة الثورية وممثلي مختلف جمعيات المجتمع المدني زيارته الميدانية بوقفة ترحم على أرواح الشهداء الطاهرة بساحة المقاومة ببلدية الجزائر الوسطى أين تليت آيات من الذكر الحكيم ووضعت باقات من الورود.