تعتبر مشاريع التجديد الريفي، التي حظيت بها ولاية الجلفة في الفترة الممتدة ما بين 2009إلى 2014، بمثابة لمسة قوية وإضافة نوعية للجهود الحثيثة لتقوية القدرات في سبيل مجابهة ظاهرة التصحر، حسبما أفاد به القائمون على محافظة الغابات بالولاية. وفي تصريح، أكد محافظ الغابات، ياحي كمال، أن مشاريع التجديد الريفي تضاف لجملة البرامج الخاصة بإعادة الإعتبار للثروة الغابية بالمنطقة والتي كان لها الأثر المباشر، إلى جانب تحسين الإطار المعيشي للسكان في وقف زحف الرمال الذي كانت بداية مجابهته قبل ذلك بإنجاز السد الأخضر في سبعينيات القرن الماضي. ومست مشاريع التجديد الريفي، التي تعتبر سبيلا لمكافحة التصحر الذي يحتفل به في يومه العالمي المصادف ل17 من شهر جوان من كل سنة، عدة جوانب في ترقية عالم الريف منها تصحيح مجاري المياه بطول إجمالي يصل إلى 110000 متر مكعب وكذا إنجاز ثلاث برك مائية و12 جب، فضلا عن توسيع مساحة الغراسة الرعوية وفتح مسالك ريفية بطول 675 كيلومتر. كما تم في نفس المبتغى، توسيع غرس الأشجار المثمرة على مساحة 1200 هكتار علما أن البرامج جلها مست مجموع البلديات ال36 التي تتشكل منها ولاية الجلفة، حيث إرتكزت العمليات على مستوى 396 منطقة ريفية وإستهدفت بذلك تعداد كبير من العائلات ناهز ال5971 عائلة مستفيدة. - ثروة غابية في وجه زحف الرمال تشكل الثروة الغابية بولاية الجلفة، التي تمتد على مساحة تزيد عن 209 ألف هكتار، سدا منيعا في مواجهة خطر التصحر منها مساحة كبير تدخل ضمن نطاق السد الأخضر الذي تم إنجازه من طرف سواعد أفراد الجيش الوطني الشعبي كبادرة ومشروع نوعي للحد من زحف الرمال. وتجدر الإشارة إلى أن الدولة تولي لهذه الثروة عناية خاصة لاسيما بتوجيه برامج لإعادة الإعتبار للغابات المتدهورة، فضلا عن مكافحة الدودة الجرارة التي تعتبر عدو الصنوبر الحلبي المعروف بهشاشته وهو الصنف الذي تتشكل منه غابات المنطقة. وكما تعكف المصالح الغابية على التصدي لعدو من بني البشر ممن يقطعون الأشجار ويتلفون بذلك مساحات متناسين أهمية هذه الثروة لطمعهم وجشعهم لتحصيل المال على حساب أشجار لايمكن تعويضها إلا بعقود من الزمن. ويضمن الحزام الغابي أيضا توزانا بيئيا في وجه خطر التصحر، فضلا عن كونها ملاذا طبيعيا للترفيه والتنزه للعائلات وخير دليل على متنفس غابة سن الباء بعاصمة الولاية وقطية ببلدية الشارف والبسباسة ببلدية سيدي بايزيد. - تثبيت الكثبان الرملية نموذج لنجاعة سبل مكافحة الظاهرة يبرز للعيان بمنطقة المصران الواقعة على بعد 40 كيلومتر شمال الجلفة، مدى نجاعة سبل مكافحة التصحر من خلال تثبيت الكثبان الرملية التي أعطت نتائج إيجابية على أرض الواقع وجسدت جهود الدولة في الميدان في ظل المحميات الرعوية التي عززتها السهوب في ذات المنطقة، حيث أعادت الغطاء النباتي وتشكيلته الطبيعية التي سمحت بعودة كثير من الأصناف وضمنت توازنا بيئيا حيث شكلت سدا منيعا لزحف الرمال بالمنطقة.