أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونيسكو إدراج المدينة القديمة والمسجد الإبراهيمي في الخليل الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، رغم الاعتراض على القرار من قبل سلطات الاحتلال. كما وضع القرار الصادر عن إحدى لجان المنظمة المدينة والمسجد، الذي يسميه اليهود كهف البطاركة، على قائمة المواقع المهددة. ويعتبر الحرم الإبراهيمي، أو مسجد الخليل من أهم مقدسات اليهود، والمسلمين، والمسيحيين، إذ دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب. والموقع هو ثاني أقدس مكان مزعوم لدى اليهود، ورابع أقدس مسجد عند المسلمين. وظلت مدينة الخليل لعقود طويلة مسرحا للصراعات بين مئات المستوطنين اليهود الذين يعيشون في جيوب استيطانية قريبة من المدينة بينما يحيط بهم سكان المدينة الفلسطينيين البالغ عددهم حوالي 200 ألف نسمة. وكان دبلوماسيون فلسطينيون قد حثوا المنظمة الدولية على الإسراع بإدراج الخليل على قائمة مواقع التراث العالمي المهددة، متهمين إسرائيل بارتكاب عدد يثير القلق من الانتهاكات في المدينة، من بينها التخريب، وتدمير الممتلكات، وغيرها من الاعتداءات التي كان لها أثر على أصالة وتكامل المدينة القديمة. ويضع تسجيل المدينة الفلسطينية في هذه القائمة الخليل بين مدن التراث العالمي الخاضعة لمعايير الحماية الدولية، ما يلزم اليونيسكو بمراجعة الموقف هناك سنويا. اقتراع سري ونفى الكيان الاسرائيلي الاتهامات الفلسطينية. وشكا من أن القرار، الذي أشار إلى التاريخ الإسلامي للخليل، أنكر أي علاقة لليهود بها. ورفضت الولاياتالمتحدة القرار، معللا رفضه بأن الحرم الإبراهيمي لا يواجه تهديدا محدقا، وأن إدراج المدينة على قائمة المدن المهددة ينطوي على مخاطرة الإخلال بجدية تقييم اليونيسكو للمدينة. وحذرت الإدارة الأمريكية أيضا من أن يقوض القرار جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأجرت لجنة التراث العالمي في اليونيسكو تصويتا سريا، في قمتها السنوية رقم 41 التي انعقدت في مدينة كاركاو في بولندا يوم الجمعة الماضي، وهي خطوة غير مألوفة اتخذت بناء على طلب ثلاث من الدول الأعضاء في المنظمة. وصوت 12 عضوا لصالح القرار في حين رفضته ثلاث دول أخرى وامتنعت ست عن التصويت. وقال بيان من الخارجية الفلسطينية: اليوم نحتفل مع اليونيسكو بمدينة الخليل بين مدن التراث العالمي، وقيمة تتجاوز الحدود الجغرافية، والسياسية، والأيدولوجية، والدينية . وأضاف البيان أن: هذا التصويت يؤكد على حقائق ويرفض البلطجة السياسية بكل أشكالها ومحاولات الابتزاز .