وجهت تعليمات لسكان قرية أشوفا ببلدية أزفون (60 كلم شمال شرق تيزي وزو) للامتناع مؤقتا عن شرب مياه المنابع بسبب وجود حالة تيفوئيد مشتبه فيها، حسبما علم لدى المديرية المحلية للصحة والسكان. وأوضح الدكتور أستواتي عز الدين، رئيس مصلحة الوقاية أن الحالة المشتبه فيها تخص امرأة تبلغ من العمر 50 سنة دخلت يوم الخميس الفارط مستشفى أزفون، وهي تشكو من الإسهال والتقيؤ بعد تناولها ماء المنبع الذي يحمل تسمية احمام الكائن بقرية أشوفا. وقد توجهت فرقة من الأطباء من مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لهذه المؤسسة الاستشفائية المتخصصة لأزفون وعناصر مخبر النظافة للولاية إلى هذه القرية، أول أمس، لأخذ عينات ماء هذا المنبع، حسبما علم. وأوضح الدكتور استواتي أن هذه العينات خصت المنبع المعني وكذا المنابع والآبار الأخرى الموجودة بالقرية، مشيرا إلى أن هذه العينات تخضع لتحاليل سيتم الإعلان عن نتائجها في غضون ثلاثة أيام ما يسمح بالتأكد من تلوث الماء من عدمه. وأكد مدير الجزائرية للمياه-تيزي وزوي، برزوق عمر، أن فرقة وحدة تيزي وزو للجزائرية للمياه التي أرسلت يوم الجمعة إلى أشوفا ببلدية ازفون علمت أن المنبع الملوث أغلق من طرف المكتب البلدي للنظافة، ولكن السكان لم يحترموا هذا الاجراء واستمروا في استعمال الماء للشرب. وقد قدمت تعليمات لسكان القرية لعدم شرب مياه المنابع والآبار واستعمال ماء الحنفية المعالج والمراقب من طرف مصالح الجزائرية للمياه إلى غاية الإعلان عن نتائج تحاليل العينات المأخوذة. وقد تم تحويل المريضة المشتبه بإصابتها بأعراض التيفوئيد إلى المستشفى الجامعي ندير محمد بمقر الولاية لإجراء التحاليل اللازمة. وأكد الدكتور استواتي أن حالتها في تحسن بعد العلاج الذي قدم لها. مياه البحر تهدّد المياه الجوفية من جهة أخرى، فقد كشف تحقيق لأستاذ بجامعة تيزي وزو أنه هناك مشكل ملوحة على مستوى جزء من وادي سيباو يهدد بتلويث المياه الجوفية. وأشار الأستاذ شعبان عيقون، وهو مختص في علم المياه الهيدروجيولوجيا، إلى أن الاحتياطات المائية لمنبع هذا الوادي الذي يمتد من بلدية تادمايت بتيزي وزو، ويصب في البحر الأبيض المتوسط في منطقة بنشود ببومرداس على طول 20 كلم، مهددة بالتلوث جراء اختلاطها بمياه البحر. وكشفت نتائج البحث التي عرضها عيقوني أمام جامعيين و ممثلين للمؤسسات المحلية المعنية، أن مياه التزويد بالماء الشروب والسقي في الجزء الأسفل من وادي سيباو قد تلوثت، حيث ظهرت نسبة ملوحة غير عادية في العناصر الكيميائية للماء وهي (الكلوري الكالسيوم والبيكاربونات). وأكد الباحث أن السبب في ارتفاع ملوحة المياه يعود إلى انخفاض مستوى الوادي وإلى سرقة الرمال خاصة خلال سنوات ضعف تساقط الأمطار وكذا الاستغلال المفرط للآبار، مضيفا أن إنجاز السدود وضعف نسبة تساقط الأمطار ساهمت بشكل كبير في تفاقم هذا المشكل. كما أظهرت الصور المأخوذة في إطار هذا التحقيق انخفاضا بنسبة 30 % في الإنتاج الفلاحي بالمنطقة بسبب تلوث مياه الآبار الموجهة للسقي بمياه البحر. ووجّه عيقون نداء للسلطات المختصة من أجل المحافظة على وادي سيباو، حيث اقترح في تحقيقه حلولا تتمثل لا سيما في إنجاز سد ذي تدفق تحتي بغية التقليل من سرعة التدفق السطحي وإيقاف تصاعد مياه البحر.