انتهت المهلة التي يدّعي الأكراد أن الحكومة المركزية العراقية أعطتها لقوات البيشمركة الكردية، للانسحاب من عدد من المواقع الرئيسية في مدينة كركوك المتنازع عليها. وقال مسؤولون أمنيون أكراد إن مهلة بغداد تنتهي في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، بيد أن السلطات العراقية تنفي إعطاء هذه المهلة. وأشارت تقارير إلى تمديد الموعد النهائي للانسحاب لمدة 24 ساعة. وقد أرسل كلا الجانبين حشودا عسكرية إلى المنطقة، كما وقعت اشتباكات لفترة وجيزة بين البيشمركة وفصائل شيعية تدعم الحكومة العراقية. ويشدد مقاتلو البيشمركة على أنهم جاهزون للدفاع عن المواقع التي تحت سيطرتهم في المدينة ضد أي هجوم من القوات العراقية. وتوترت العلاقات بين الطرفين منذ إجراء استفتاء في إقليم كردستان من أجل الانفصال عن العراق، الذي اعتبرته الحكومة المركزية في بغداد غير شرعي. وطلب البرلمان العراقي من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إرسال قوات إلى كركوك والمدن الأخرى المتنازع عليها بعد إعلان النتائج الرسمية للاستفتاء، التي أيد بأغلبية ساحقة قرار الانفصال عن العراق. وجرى الاستفتاء في ثلاث محافظات تتمتع بالحكم الذاتي بإقليم كردستان، وكذلك في المناطق القريبة التي يسيطر عليها الأكراد وبضمنها مدينة كركوك. ويعتقد أن محافظة كركوك فيها أغلبية كردية، ولكن مدينة كركوك بها عدد كبير من العرب والتركمان والآشوريين المسيحيين. وتحدثت موفدة بي. بي. سي إلى العراق، أورلا غورين، عن اشتباكات لفترة وجيزة حول كركوك، اتهم فيها كل طرف الطرف الآخر بإثارتها. وقال العبادي الأسبوع الماضي إنه يقبل أن تدار المناطق المتنازع عليها من قبل هيئة مشتركة، وإنه لا يريد مواجهة عسكرية. وجدد رئيس الوزراء وقيادة الجيش العراقي الخميس تأكيدهما على عدم وجود أي خطة لعملية عسكرية في كركوك، وأن التركيز كله ينصب على استعادة آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا. وتتنازع بغداد السيادة على محافظة كركوك، الغنية بالنفط، مع سلطات إقليم كردستان، على الرغم من أن الطرفين خاضا معا معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقد سيطرت قوات البيشمركة على أغلب مناطق كركوك في عام 2014، بعدما اجتاح التنظيم مناطق شمال العراق، وانهارت قوات الجيش العراقي أمام مسلحيه.