تعج يوميا العيادات الطبية بالمرضى الذين تناولوا مواد فاسدة خاصة الأطفال، حسبما صرح به العديد من المختصين، لاعتبار فئة الأطفال هي الأكثر عرضة للتسممات لأنهم غالبا ما يتناولون مواد خارج البيت دون علم أولياءهم حيث لا يفرقون بين المنتجات الصالحة للاستهلاك والفاسدة، خاصة إذا تعلق الأمر ب الكاشير و الباتي وبعض المعلبات منتهية الصلاحية أو تلك غير المحفوظة بطريقة جيدة وخاصة المكملات الغذائية التي يضعها أصحاب محلات الأكل الخفيف في متناول يد الزبائن ودون أي حفظ، بحيث تقابل أشعة الشمس لأوقات طويلة ولعل أهمها المايونيز ، الكاتشاب و الهريسة وحتى المرطبات والدجاج المحمر. تقول كريمة من العاصمة التي عادت لتوها من إجازة مرضية أنها مدمنة مايونيز ، فهي لا تتناول سندويتش بدونها. لكن بعد الذي أصابها هي وابنها جراء تناول البطاطا المقلية ب المايونيز بأحد محلات ساحة الشهداء التي تعج بالزبائن ولا تحترم جلها شروط ومقاييس الحفظ والنظافة، قررت أن تبتعد تماما عن محلات الأكل الخفيف في حين تعرضت عائلان بأكملها إلى تسمم غذائي حاد أوصل كل أفرادها المستشفى. التسممات الغذائية تهدد الجزائريين وحسب الاحصائيات التي صرحت بها المديرية الولائية للتجارة، فقد تم تسجيل إصابة 53 شخصا جراء تعرضهم لتسممات غذائية مختلفة (فردية وجماعية) خلال الثلاثي الثالث من السنة الجارية 2017، حسبما علم عن ممثل المديرية الولائية للتجارة. وأوضح دهار العياشي أنه حسب تقرير لمصالح مديرية الصحة لولاية الجزائر، تم خلال الثلاثي الثالث من سنة 2017 تسجيل إصابة 53 شخصا بتسممات غذائية من خلال 11 حالة تسمم جماعي وفردي على مستوى العديد من المطاعم ومحلات الأكل الخفيف بالعاصمة تم توجيههم نحو مختلف المرافق الصحية لتلقي العلاج تفاديا للتعقيدات. وترجع أسباب إصابة هؤلاء الأشخاص إلى تناولهم حلويات ومرطبات فاسدة وكذا لحوم بيضاء وسمك و مايونيز وغيرها التي لا يتم إعدادها جيدا ووفق الشروط الصحية على مستوى المطاعم ومحلات فاست فود . وأضاف أن بعض التجار لا يمتثلون لمعايير وشروط الحفظ وسلسلة التبريد والنظافة الصحية لما يتم تقديمه من وجبات غذائية وأطباق للزبائن ما يؤدي إلى تسممات. ونبه ذات المصدر المستهلكين بأهمية التحلي باليقظة عند شراء السلع الاستهلاكية خاصة التي تباع بعيدا عن الرقابة في الأسواق الموازية والتي تفتقر لمعايير الحفظ والتخزين الصحي. وأشار في ذات الصدد، الى أن الحملات التحسيسية التي تنظمها وزارة التجارة ومصالحها أعطت ثمارها ميدانيا لما تتضمنه من نصائح وإرشادات نوعية للمستهلكين ومنحهم ثقافة اقتناء مواد غذائية ذات جودة من خلال مراقبة مؤشر تاريخ نهاية الصلاحية وغيرها لتفادي الأخطار الناجمة المؤدية إلى تسممات.