- الفيل و الحوت الأزرق تستدرج الأطفال لتحدي الموت - حملات فايسبوكية تحذر من لعبة مريم الخطيرة - مختصون: التنمر الإلكتروني من أخطار سوء استعمال الأنترنت - تميم: تدخل الوزارة وحظر هذه المواقع.. ضروري قرار: نطالب بردع مروجي هذه الألعاب الخطيرة رافقت وسائل التكنولوجيا الحديثة وافتتاح مواقع التواصل الاجتماعي على مصراعيها بعض التجاوزات التي هزمت من خلالها العديد من المنظومات، فعلى غرار حادثة البكالوريا، ها هي اليوم هذه الاخيرة تنخر كيان الاسر الجزائرية عن طريق الألعاب الغريبة التي قد تؤدي الى عدة مخاطر وحتى الى التشجيع على الانتحار، فبعد تطبيق تشارلي الذي أحدث كوارث في السابق وأدى الى حدوث إغماءات بين التلاميذ بعد استحضار الجن عبر تطبيق في مواقع الأنترنت، ها نحن اليوم على موعد مع لعبة مريم الخطيرة التي تستحضر هي الأخرى الجن وتسطو على البيانات الشخصية وتحوم حولها حتى شكوك التجسّس، وعلى غرار هذا، فقد سجلت لعبة الحوت الأزرق الإلكترونية أول ضحية لها في الجزائر، ويتعلق الأمر بالطفل عبد الرحمان من بلدية صالح باي بولاية سطيف، والذي تخطى كل مراحل اللعبة ووصل إلى تحدي الموت وفارق الحياة شنقا بطريقة مثيرة للغاية، وهو ما دفع بالعديد من المختصين لدق ناقوس الخطر والدعوة لحظر مثل هذه التطبيقات والالعاب الإلكترونية التي باتت تهدد حياة العديد من الاطفال. تطبيقات الفيل و الحوت الأزرق تستدرج الأطفال لتحدي الموت! سجلت لعبة الحوت الأزرق الإلكترونية أول ضحية لها في الجزائر، ويتعلق الأمر بالطفل عبد الرحمان من بلدية صالح باي بولاية سطيف، والذي تخطى كل مراحل اللعبة ووصل إلى تحدي الموت وفارق الحياة شنقا بطريقة مثيرة للغاية، الضحية يبلغ من العمر 11 سنة يدرس في السنة الأولى متوسط بمتوسطة أحمد بوعكاز بصالح باي، بجنوب سطيف، اعتاد منذ مدة الألعاب الإلكترونية إلى أن أدمنها، وكان مولعا بلعبة الحوت الأزرق التي يلعبها عبر الأنترنت، وهي لعبة يجد فيها الطفل تحديات عليه أن يتخطاها، فيُطلب منه أن يقفز من مكان عال ثم يؤمر أن يجرح نفسه وأن يقوم بحرق بعض المستلزمات في المنزل، وهي الأفعال التي قام بها عبد الرحمان الذي تميز بذكاء خارق واشتهر بسيطرته على أغلب الألعاب الإلكترونية. وفي لعبة الحوت الأزرق ذات الأصل الروسي، كان عبد الرحمان من المتفوقين ووصل إلى المرحلة ال50، وهي آخر مرحلة يؤمر فيها بشنق نفسه بحبل لتحدي الموت والبقاء على قيد الحياة وهي العملية التي نفذها عبد الرحمان بإتقان، فاختلى بنفسه في الغرفة ولف حبلا على رقبته وربطه بأنبوب الغاز وصعد فوق كرسي، ثم قذف الكرسي وكانت النهاية مؤسفة، حيث فارق الطفل الحياة في غياب والديه اللذين كانا في جنازة، ولما افتقدته عمته، دخلت عليه الغرفة فوجدته مشنوقا في مشهد مفزع. الحادثة خلفت هلعا وحيرة وسط العائلة وعند تقصي الحقائق مع أترابه، تبين أن الطفل مولع بهذه اللعبة الخطيرة، وقد سبق له أن حاول شنق نفسه بنفس الطريقة. وحسب الوالد المتوفي، عبد الحق، فإن ابنه مثل كل أطفال الجزائر يحب الألعاب الإلكترونية، لكن يقول لم أكن أتصور أن هناك لعبة خطيرة بهذا الشكل ، ويضيف الوالد كنت أراقب ابني وأكافؤه باللعب بهاتفي النقال بعد أدائه واجباته، وسبق لي أن سألته عن ألعابه، فقال لي بأنني لا أفهمها وفعلا لم أكن أفقه هذه اللعبة ولم أتعرف عليها إلا بعد وفاة ابني. وقد روى لي ابن أختي الحادثة السابقة وتذكرت لما أظهر في يوم ما يده لأمه، وقال لها لقد جرحت يدي ولم أمت، كما لاحظنا أيضا عليه خدوشا في الرقبة والتي تكون لها علاقة بالمحاولة السابقة، لكن لم تخطر على بالي أبدا هذه النهاية المأساوية ، وبدوره، الوالد لا يملك إلا أن يدعو الأولياء إلى مراقبة أبنائهم وتحذيرهم من الألعاب القاتلة على شاكلة لعبة مريم ولعبة الحوت الأزرق . حملات فايسبوكية تحذر من لعبة مريم الخطيرة وقد انتشرت قبل ذلك حالة من الذعر والقلق وسط رواد موقع الفايس بوك بالجزائر بسبب ظهور لعبة خطيرة تدعى مريم وهي إحدى الألعاب الإلكترونية بالجوال حيث حذر النشطاء من خطورة البدء في هذه اللعبة التي تؤدي الى الموت والهلاك وكانت اللعبة قد انتشرت بين الشباب والمراهقين خاصة في الخليج العربي والتي اسفرت عن مقتل 3 أشخاص بسبب تدهور حالتهم النفسية حيث دعا الكثيرون الى التوقف عن ممارسة لعبة مريم بسبب خطورتها والتي من الممكن أن تؤدي في النهاية الى الوفاة. بدأت اللعبة في السعودية ومنطقة الخليج أولا وسرعان ما انتشر عنها أنها قد تكون لعبة تجسس والبعض يقولون أنها تقود للانتحار مما أثار الرعب من قبل مستخدميها في السعودية أيضا من خلال الأسئلة الغريبة وغير المنطقية التي تطرحها اللعبة على المستخدم، تعتمد اللعبة على البعد النفسي حيث تستخدم مؤثرات صوتية ومرئية تثير جواً من الرعب في نفس مستخدمها بعد ذلك تطلب منك الطفلة اللعبة أن تدخل غرفة معينة لكي تتعرف على والدها وتستكمل معك الأسئلة وكل سؤال له احتمال معين وكل سؤال مرتبط بإجابة السؤال الآخر وقد تصل إلى مرحلة تخبر فيها مريم أنها ستستكمل مع اللاعب الأسئلة في اليوم التالي. هنا يجب على اللاعب الانتظار مدة 24 ساعة حتى يستطيع استكمال الأسئلة مرة أخرى. مختصون: التنمر الإلكتروني من أخطار سوء استعمال الأنترنت وفي ظل هذا الواقع الذي اثار هلعا كبيرا وسط العائلات بعد حادثة وفاة الطفل بسطيف، اكد العديد من المختصين ان التنمر الإلكتروني، أي استغلال الأنترنت والتقنيات المتعلقة بها بهدف إيذاء الآخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أخطر مظاهر الاستغلال السلبي للشبكة العنكبوتية والتي تنامت بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وتشير بعض الدراسات بالوطن العربي إلى تعرض واحد من كل خمسة أطفال للتنمر الإلكتروني يوميا، فإن لم تكن الضحية تتمتع بشخصية قوية وثقة بالنفس وفي ظل غياب التواصل مع الأهل، فإن التنمر الذي يستهدفها يؤثر سلبا على صحتها النفسية ما يتطلب ضرورة المراقبة. وفي هذا الخصوص، ترى الأخصائية في علم النفس المدرسي، كنزه بوصورة، أن الإساءة الإلكترونية تدخل المراهق في حالة انطواء واكتئاب وتجعله غير قادر على شرح الحالة النفسية التي يمر بها، ويكون التحكم في الخطوات الأولى. وأوضحت الأخصائية النفسانية، أن البديل متوفر لمحاربة هذه الظاهرة وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك بإنشاء مجموعات تقوم بعمليات تحسيسية ومعالجة هذا الموضوع. ومن جهته، أكد محمد فرجاني، المختص في علم النفس في تصر يح سابق ل السياسي ، بأنه، حاليا، أغلب التطبيقات سلبية ما يؤدي بالأشخاص إلى الإدمان والبحث عنها والانغماس في عالمها وهي غالبا تحرض على العنف والانحراف خاصة لفئة المراهقين كما تؤدي إلى تراجع المردود الدراسي وفقدان التركيز لتطلبها وقتا كبيرا، إذ يصبح الشخص بذلك شخصا آليا غير مستقل وغير مستقر ببحثه الدائم والمتواصل ما يصيبه أيضا بالخمول والكسل ويصبح شخصية تابعة وليس مستقلة، فتتولد بذلك مشاكل اجتماعية وشخصيات غير متزنة تؤثر على المجتمع، وما حدث بتطبيقات الجن بالمؤسسات التربوية راجع إلى ضعف الوازع الديني في أوساط الأسر وضعف الشخصيات حيث ان ما تبادر للذين جربوا التطبيقات هو ناتج عن وهم لضعف شخصياتهم ونقص إيمانهم حيث ان ما أصابهم من اضطرابات نفسية ونوبات هلع قد يسبب لهم امراضا نفسية مستعصية مستقبلا كالوسواس القهري والعقد النفسية. تميم: تدخل الوزارة وحظر هذه المواقع.. ضروري ومن جهته، اكد فادي تميم، عضو بالمنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مكتب الشرق، بان المنظمة ومنذ مدة، تطالب بمراقبة الاولياء لأطفالهم في استعمالهم للعالم الافتراضي بصفة عامة والالعاب اون لاين بصفة خاصة وخاصة انه في الفترة الاخيرة ظهرت للوجود ألعاب تطلب من الاطفال تنفيذ تحديات للمرور من مستوى الى آخر مثل الاعتزال وعدم الحديث مع افراد الاسرة لمدة 24 ساعة وهذا يعتبر خطرا وخاصة مع إدمان بعض الاطفال لهذه اللعب، فلعبة الحوت الأزرق هي اللعبة التي تؤدي لانتحار المراهقين وهي لعبة إلكترونية تتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً. بعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي F57 أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثمّ، إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً. بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند ال4:20 فجراً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف. وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى حوت أزرق . وعقب كسب الثقة، يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسين، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين. هذا ما يؤكد ان العالم الافتراضي هو عالم واسع لا نستطيع التحكم فيه وعليه يجب على الأولياء تشديد الرقابة على اطفالهم كما تلعب المدرسة دورا كبيرا في تحسيس الاطفال بخطر هذا العالم الافتراضي المليء بالمفاجأة. ومن جهة اخرى، فإن للإعلام دور في التطرق لمثل هذه المخاطر لتوعية الاولياء بها كما يجب على المدرسة ان تلعب دورها في تحسيس الاطفال بخطر هذا العالم الافتراضي، ومن جهة اخرى، فعلى الإعلام التطرق لمثل هذه المخاطر وتنبيه الاولياء ونحن كمنظمة دورنا التحذير ومتابعة مثل هذه النشاطات المشبوهة، فقد طلبنا من الوزارة تدعيم وتوزيع برامج تحظر مثل هذه المواقع وغيرها تمنح مجانا للأولياء لمساعدتهم على التحكم بما يشاهده ابناؤهم . قرار: نطالب بردع مروجي هذه الألعاب الخطيرة وفي ذات السياق، اكد يونس قرار، خبير في التكنولوجيا، ان الحديث عن الالعاب الإلكترونية من الناحية التقنية ليس جديدا، في نظر المختصين في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، كون الظاهرة سبق وانتشر صيتها في العديد من الدول، وأطلق التقنيون على مروجيها بأنهم وحوش إلكترونية يتمتعون بدقة في اختيار مضامين هذه اللعب عن طريق الشبكة العنكبوتية ويعرفون جيدا اصطياد ضحاياهم البشرية، وتدخل الظاهرة ضمن فئة الحرب الإلكترونية التي يباشرها قراصنة وهواة التقنية على شبكة الانترنت ويضيف ذات المتحدث أنها تحمل في برامجها وخططها ما يسمى بالترويج التكنولوجي للحرب الافتراضية عند طريق شبكات مختصة في صناعة البرامج وهي صناعة مقننة ومدمرة لحياة الإنسان والفئة المستهدفة المراهقين. ويضيف قرار بأن الترويج لمثل هذا النوع من الالعاب قد انتقل من الترويج التجاري عبر الانترنت إلى الترويج الإشهاري عبر مواقع خاصة، بالإضافة إلى تلقي روابط إلكترونية أو تسجيلات على موقع اليوتيوب للاستخدام المجاني، فالجزائر ليست بمنأى عن الظاهرة وقد تنتشر إذا تم غض الطرف على محاربتها أو إيجاد حلول لمنع انتشارها وهو دور السلطة والمصالح الأمنية والمجتمع المدني والعائلة، وبدء العمل التوعوي كخطوة أولى، فمحاربة مثل هذه الظواهر، حسب ذات المتحدث، لا تكون باستحداث وسائل تقنية عن طريق المهندسين وغيرها وإنما تكون في إطار قانوني بإشراك عدة لجنات وزارية لاتخاذ القرار وردع من يروج لمثل هذه الالعاب الخطيرة التي باتت تهدد كيان الاسر الجزائرية ككل.