أشرف وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي، أمس الأول، بمدينة بوهارون بتيبازة، على تدشين أول قارب صيد صغير صنع في الجزائر من قبل شركة مختلطة جزائرية - فرنسية موجه لقطاع تربية المائيات البحرية التي كانت حتى الآن تستورد من الخارج. وتم تصنيع هذا القارب الصغير الذي انجزته شركة بيريو الجزائر التي تم إنشاؤها سنة 2015 بين المجمع الفرنسي بيريو كشريك تقني والمؤسسة الجزائرية لورشة البناء والتصليح البحري ببوهارون فرع المجمع الجزائري للميكانيك لفائدة مستثمر خاص في تربية المائيات البحرية بولاية الشلف ألا وهو زلال محمد. وصرح هذا المستثمر للصحافة خلال حفل التدشين قائلا إنني جد فخور بهذا القارب الذي اقتنيته من الشركة الجزائرية - الفرنسية مقابل دفع 61.6 مليون دج فقط في الوقت الذي كنا ندفع من قبل 500.000 اورو في المتوسط لاقتناء نفس قارب الصيد . زيادة على ذلك، يضيف ذات المستثمر، فإن الصيانة والمراقبة تضمنها ذات الشركة المصنعة مما سيوفر علينا الوقت والعملة الصعبة بما ان الصيانة كانت تتم حتى الآن في الخارج . أما القائمون على الشركة، فقد اوضحوا ان نسبة الادماج في هذا القارب الصغير المصنع من الالمنيوم تقارب ال70 % فيما عدا المحرك. من جانبه اوضح يوسفي انه مشروع هام يندرج في إطار برنامج الحكومة وتوجيهات رئيس الجمهورية من اجل تنويع الاقتصاد والصناعة الوطنية كما انه سيوفر على البلاد واردات من القوارب تدفع بالعملة الصعبة، مشيرا الى ان الشركة المختلطة الجزائرية - الفرنسية ستنطلق في صنع انواع اخرى من القوارب. أما الامين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، كمال شادي، فقد اكد ان هذا المشروع يعطينا جوابا محليا للطلب الكبير على قوارب الصيد الصغيرة ، موضحا ان القطاع بحاجة على المدى المتوسط الى 190 قارب صيد صغير موجه لتربية المائيات البحرية. كما ستنطلق ذات الشركة قريبا على مستوى موقع بوهارون في تصنيع نوع جديد من قوارب الصيد والاستعمالات المينائية (السفن القاطرة) من الفولاذ والالمنيوم تحت علامة بيريو . وأوضح القائمون على المؤسسة الجزائرية لورشة البناء والتصليح البحري ببوهارون ان هذا النوع يتكون من ثلاثة انواع اساسية من القوارب التي تتراوح احجامها بين 16 و40 مترا. ويتعلق الامر بقوارب صيد وتربية المائيات البحرية وسفن قاطرة و قوارب صيانة ومكافحة التلوث فضلا عن قوارب ذات احجام تتراوح بين 5 و12 مترا مصنعة من الياف الزجاج. وكمثال على ذلك، تستعد سوناطراك لتقديم عدة طلبات لدى الشركة المختلطة الجزائرية - الفرنسية من اجل تصنيع سفينة قاطرة بقيمة 423 مليون دج وقارب صيانة من الفولاذ بقيمة 1.46 مليار دج وسفينة لمكافحة التلوث من الفولاذ بقيمة 1.13 مليار دج. وستسمح عملية تصنيع القوارب الفولاذية التي يتم استيرادها حاليا بتحقيق نسبة إدماج تقدر ب40 %، باستثناء المحرك، ابتداء من السنة الاولى لتبلغ 70 % مع استعمال محركات بحرية من صنع محلي. كما ستضمن شركة بيريو الجزائر عملية تصليح وصيانة حظيرة قوارب الصيد على المستوى الوطني ابتداء من السداسي الثاني من سنة 2018 وتتكفل ايضا بالتوقفات التقنية للقوارب والسفن القاطرة بما في ذلك سفن صيد التونة. تجدر الإشارة الى ان هذه الشركة المختلطة التي انشئت في يناير 2015 برأس مال اجتماعي يقدر ب312 مليون دج موزعة حسب قاعدة 49-51 % واستثمارات بقيمة 2.2 مليار دج ستوظف 500 شخص على المدى المتوسط.