أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف جبانة أثرية لمقابر عائلية، تضم مجموعة من آبار الدفن تعود إلى نهاية العصور الفرعونية وبداية العصر البطلمي. ويعود تاريخ الموقع المكتشف على مقربة من محافظة المنيا، جنوبي القاهرة، إلى أكثر من ألفي عام. وكانت البعثة قد بدأت عملها بالموقع بغية البحث عن الجزء المفقود من جبانة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا. وقال خالد العناني، وزير الآثار: هذه مجرد بداية اكتشاف جديد . كما قال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: من المقرر أن تستمر أعمال الحفائر خمس سنوات، في مسعى للكشف عن جميع الآثار المدفونة في الجبانة . وأضاف وزيري أنه من بين المحتويات المكتشفة، قلادة فريدة محفور عليها رسالة مكتوبة باللغة المصرية القديمة تقول عام جديد سعيد ، ووصفها بأنها: رسالة أرسلت لنا من العالم الآخر . وعثرت البعثة على مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الإله تحوت، تخص إحدى هذه المقابر أحد كبار الكهنة ويدعي حر سا ايسة، و كان يحمل لقب عظيم الخمسة، وهو لقب خاص بكبار كهنة الإله تحوت. كما تضم المقبرة 13 دفنة، عُثر بداخلها على عدد هائل من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفيانس الأزرق، منها أكثر من ألف تمثال كامل، ومئات أخرى مكسورة في أجزاء، فضلا عن أربعة من الأوانى الكانوبية من الألبستر فى حالة جيدة من الحفظ، ذات أغطية على هيئة أبناء حورس الأربعة، وهي الأواني المسؤولة عن حماية أحشاء المتوفى وفقا للعقيدة المصرية القديمة. وعثرت البعثة أيضا على المومياء الخاصة بالمقبرة، مزينة بمجموعة من خرز الفيانس الأزرق والعقيق الأحمر، وأشرطة من رقائق البرونز المذهب تمثل أبناء حورس، وقناع من البرونز مطلي بطبقة من الجص المذهب، بالإضافة إلي عينين من البرونز المطعمة بالعاج والكريستال الأسود، وأربعة جعارين من الأحجار نصف الكريمة، إحداها تذكارى حفر عليه نقش غائر يحمل عبارة: عام جديد سعيد بالإضافة إلى صدرية من البرونز المذهب تمثل المعبودة نوت تفرد أجنحتها لحماية المتوفى. كما اكتُشف داخل المقبرة نحو 40 تابوتا من الحجر الجيرى مختلفة الأحجام والأشكال، بعضها يأخذ الشكل الآدمي، مزينة بنقوش هيروغليفية لأصحابها، وهم بعض أفراد من عائلة جحوتي إير دى إس. واكتشفت البعثة مقبرة عائلية أخرى كبيرة، تضم عددا من التوابيت الضخمة المختلفة الأشكال والأحجام، بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتي الجيدة الصنع وكبيرة الحجم، تحمل أسماء وألقاب أصحابها، وهم أيضا يحملون ألقاب الكهنة، فضلا عن مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية التي تعكس مكانة ومنزلة أصحاب المقبرة وما وصل إليه مستوى الفن في تلك الفترة من رقي وازدهار. ويعد هذا الاكتشاف الأثري الثاني خلال عام 2018، بعد الإعلان عن اكتشاف مقبرة الكاهنة حتبت مطلع فيفري الجاري.