وصفت سنة 2014 في الجزائر بسنة الكوارث الجوية، وذلك جراء وقوع عدد كبير من الحوادث تسبب في وفاة العشرات من القتلى، في سيناريو مؤلم لم تشهده الملاحة الجوية الجزائرية بنوعيها المدني والعسكري مثله منذ تأسيسها. حوادث وصفة بالكارثية وارتقت بالجزائر بأعلى مراتب أخطر الحوادث الجوية لسنة 2014. ففي سنة واحدة أحصت الجزائر خمسة حوادث جوية تمثل، بينها تحطم طائرة أوكرانية، وهو ما يقارب نصف الحوادث التي أحصيت منذ الاستقلال والتي لم تتعدى 11 حادثا. سيسَجّل تاريخ 11 فيفري 2014 كأحد أسوء أيام الملاحة الجوية الجزائرية، عندما سقطت طائرة عسكرية من نوع «هيركول سي 130 على قمة جبل فرطاس القريب من قرية بيرعقلة ببلدية أولاد قاسم دائرة عين مليلة في ولاية أم البواقي مخلفة 77 قتيلا وناج وحيد. ولم تمض سوى 5 أشهر فقط على الكارثة الأولى، ليستيقظ الجزائريون بتاريخ 24 جويلية على نبأ الإعلان عن سقوط طائرة استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية تابعة ل «سويفت إير» بمالي خلال رحلة بين واغادوغو البوركينابية والعاصمة الجزائر قضى خلالها 118 راكبا. ولم تسلم الجزائر من حوادث تحطم طائرات أجنبية على أراضيها لتضاف إلى قائمة الرحلات السوداء لسنة 2014، وذلك بتحطم طائرة شحن أوكرانية جنوب مطار تمنراست دقائق قليلة بعد إقلاعها ووفاة كافة أفراد طاقمها المكون من 7 أفراد. وتواصلت حوادث سقوط الطائرات بالجزائر للتحطم طائرة عسكرية من نوع «سوخوي» في 13 أكتوبر خلال تمرين بحاسي بحبح بالجلفة بإقليم الناحية العسكرية الأولى، أدى إلى وفاة طاقمها المكوّن من طيارين اثنين، تلاه بعد شهر تحطّم طائرة مقاتلة من نوع «ميغ 25» خلال تمرين تدريبي بالقرب من نفس مكان تحطم الطائرة السابقة، في حين نجا قائدها بعد تمكّنه من القفز والهبوط سالما. وواصلت الملاحة الجوية الجزائرية عامها بحادثة غريبة لم يسبق وأن وقعت من قبل، ويتعلق الأمر بحجز طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمطار بروكسل، على خلفية خلاف بين الشركة الجزائرية وشركة هولندية بسب إلغاء صفقة بينهما سنة 2008، دفع بالشركة الهولندية للاحتكام إلى المحكمة الدولية لتستفيد من حكم لصالحها، قبل تدخل السلطات الجزائرية التي استطاعت من استرجاع الطائرة. وباستثناء حوادث الطائرات العسكرية، فقد عاشت الخطوط الجوية الجزائرية عاما غير عادي، من خلال تعرّضها لموجة من الانتقادات بسب عدد من الحوادث، والتي سلّط عليها هذه المرة الضوء بشكل ملفت للانتباه، جعل منها مادة دسمة للكثير من المؤسسات الإعلامية، وعرضة للتهكم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مستغلين توالي الحوادث. وقد دفعت هذه الحملة إلى تدخل وزارة النقل عبر الوزير عمار غول، والذي أرجع ما تتعرض له الجوية الجزائرية من حملة تشويه إلى محاولة بعض الأطراف الضغط لفتح النقل الجوي الجزائري أمام القطاع الخاص، والذي اعتبره سبب مشاكل المفتعلة أو البسيطة والتي تعتبر عادية. وبعد عام طويل من الأحداث المؤسفة تمكنت الخطوط الجوية الجزائرية من إتمام سنة 2014 بحدثين مهمين أولهما استلام أول طائرة من مجموع 16 طائرة جديدة ستسلمها تبعا العام القادم، وتحصّلها على علامة «إيزو» للسلامة والتي تصدرها المنظمة الدولية للطيران.