الموت يُغيب الممثلة القديرة فتيحة بربار غيّب الموت مساء أول أمس الممثلة الجزائرية القديرة فتيحة بربار ،عن عمر يناهز 70 سنة في باريس ،إثر إصابتها بسكتة قلبية .و بذلك أسدل الستار على مسارها الفني الطويل الذي قضته بين التلفزيون ، المسرح والإذاعة ،و كانت آخر أعمالها سلسلة «كسكس بلادي» التي بثت في شهر رمضان الفارط ، إلى جانب فيلم «على رصيف الحياة» لباديس فوضالة الذي تقمصت فيه شخصية الأم. وقد تأثر الفنانون برحيل فتيحة بربار ، و اسمها الحقيقي فتيحة بلال ، الأبدي، مثلما أوضحه الممثل محمد عجايمي في اتصال بالنصر،حيث قال بأنه لم يصدق خبر وفاة ممثلة قديرة كفتيحة بربار، وهي التي أثرت الساحة الفنية الجزائرية بالعديد من أعمالها التي ستبقى خالدة ،مضيفا بأنه محظوظ جدا لأنه مثل إلى جانبها في عدة مسلسلات أهمها مسلسل «البذرة» الذي تألقت فيه المرحومة فتيحة بربار و أدت دورها على أحسن ما يرام ،وقد تفوقت في جميع الميادين الفنية وتمكنت من كسب حب واحترام الجمهور ، و جلب انتباه المتفرجين والمستمعين، و ذكر عجايمي مشاركته في الحفل التكريمي الذي أقيم على شرف المرحومة فتيحة بربار في المسرح الجهوي كاتب ياسين بمدينة تيزي وزو والذي أكد بأنه أعظم ذكرى ستبقى راسخة في ذهنه للأبد. من جهته الممثل و رئيس الجمعية الفنية الألفية الثالثة سيد علي بن سالم،قال بأنه مثل إلى جانب الفقيدة في أفلام تلفزيونية مثل «الحنين»، سنة 2011 و «الانحراف»، في 2012 ، مؤكدا بأن فتيحة بربار مبدعة في تقديم أدوارها،و كانت نعم الأم ربطته بها علاقة طيبة جدا ،مشيرا إلى أنه سبق وأن كرمها في حفل أقيم على شرفها سنة 2009 ، بالمسرح الوطني، كما حظيت بتكريم آخر سنة 2011 بمناسبة عيد الأم ، و اعتبر وفاتها صدمة له و خسارة كبيرة للفن الجزائري الأصيل،لكن أعمالها ستُخلدها. وقد سبق للمرحومة فتيحة بربار أن كرمتها إدارة المسرح الجهوي كاتب ياسين يوم 31 ماي 2014 ،تحت إشراف مدير الثقافة الهادي ولد علي ،و قالت للنصر، على هامش الحفل ، بأنها ستبقى وفية لفنها وستُواصل التمثيل إلى آخر لحظة من حياتها، مادامت تتمتع بصحة جيدة ، لأن الفن بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه و اعتبرت الفن مهنة مثل كل المهن. تجدر الإشارة إلى أن الممثلة فتيحة بربار قالت للنصر في حفل تكريمها بتيزي وز ،بأنها ولدت سنة 1945 في حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة. و قد اشتهرت بأدوارها الهادفة التي تعالج فيها الواقع المعيش للمجتمع الجزائري،و قد أحبّها الجمهور لأدائها الرائع وتقمّص أدوارها التي تمثلها أحسن تمثيل، بداياتها كانت مع الرقص والغناء في سنة 1959 ضمن فرقة مريم فكاي و فضيلة الدزيرية ، ثم دخلت مجال التمثيل، حيث كوّنت ثنائيا رائعا مع الراحل رويشد. من بين أعمالها المسرحية «بني كلبون» لولد عبد الرحمن كاكي في سنة 1973، و «جحا والناس» لمحمد بن قطاف،و «عقد الجوهر « و غيرها، أما الأفلام الطويلة فمنها «العالم الآخر» لمرزاق علواش سنة 2001،و «حسان الطاكسي» لسليم رياض، و «أحداث متنوعة» لمحمود عصمان، كما برزت فتيحة في الأفلام والأعمال التلفزيونية منها «أمهاتنا»،و «عيش ب 12»، و «عايلة كي الناس» لعمار تريباش الذي مثلت فيه إلى جانب الممثل عثمان عريوات سنة 1990 ،و «لحن الأمل» وغيرها من الأعمال الأخرى. آخرها سلسلة «كسكس بلادي» و فيلم «الموت على رصيف الحياة» لياسين بن جملين.