اعتبر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي زيارته إلى الجزائر ممتازة من كل النواحي، وقال أنه سيعود إلى تونس وهو مطمئن على العلاقات الجزائريةالتونسية، وكشف عن عقد الدورة العشرين العليا المشتركة بين البلدين في الأيام المقبلة بالجزائر لتجسيد كل ما تم التفاهم عليه في الميدان. ختم الرئيس التونسي المنتخب الباجي قايد السبسي أول أمس الخميس زيارته الأولى إلى بلادنا بلقاء جمعه برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وصرح بعد ذلك قائلا: زيارتي كانت ممتازة من كل النواحي و سأعود إلى تونس وأنا مطمئن على العلاقات الجزائريةالتونسية. وأضاف الرئيس التونسي بأن كل زيارة يقوم بها إلى الجزائر إلا وتكون أحسن من سابقاتها من ناحية التفاهم والنتائج، وقال أن العلاقات الثنائية أصبحت متميزة واستثنائية وهو ما يعود بالخير على المنطقة واستقرارها وعلى كل دولة من دولنا. وبالنسبة للرئيس التونسي فإن طبيعة هذه العلاقات ستعطي انطباعا للغير بأن أمن تونس هو أمن الجزائر، وأمن الجزائر هو أمن تونس، مشيرا أن الحوار الذي كان مع المسؤولين الجزائريين بين أن التفاهم بين الطرفين كاد أن يكون مطلقا، وكشف الباجي قايد السبسي في ذات التصريح قبل أن يغادر الجزائر أن الدورة ال20 للجنة العليا المشتركة بين البلدين ستعقد بعد أيام بالجزائر وفيها سيتم تجسيد كل ما اتفق عليه واقعيا في الميدان. من جهة أخرى قال عن لقائه برئيس الجمهورية- لقد وجدت صديقي بوتفليقة كما أعرفه دائما، حريص على الحوار في المواضيع الهامة ووجدته مهتما بتطور العلاقات الجزائريةالتونسية ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة-. وقد أعطت زيارة الرئيس الباجي السبسي إلى الجزائر دفعا للعلاقات بين البلدين تجسيدا لرغبة قادة البلدين التي عبرا عنها في العديد من المناسبات والزيارات المتبادلة بينهم، و كان السبسي قد صرح عقب انتخابه رئيسا لتونس في شهر ديسمبر الماضي أن أول زيارة له إلى الخارج ستكون إلى الجزائر من أجل تعزيز التعاون بين البلدين، ومعلوم أن تونس مرت بظروف صعبة غذاة سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011، ووجدت في الجزائر أحسن جار مساعد لها من كل النواحي، سواء من نااحية المساعدة المادية حيث تحصل السبسي عندما زار الجزائر بصفته رئيسا للحكومة في مارس من ذلك العام على مساعدة بمبلغ 100 مليون دولار لتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية التي أعقبت سقوط نظام بن علي، كما قدمت الجزائر دعما لوجيستيا أيضا للحكومة والأمن التونسي في مجال مكافحة الإر هاب وضبط الحدود، ولا يمكن لأحد نكران أن تونس كانت على مشارف انهيار أمني على الحدود خاصة في جبل الشعانبي حيث تمركزت مجموعات إرهابية تمكنت من اغتيال العديد من عناصر الأمن التونسي. وبالنسبة للمواقف السياسية فقد رفضت الجزائر رفضا مطلقا منذ البداية أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لتونس، وهو الموقف الذي ثمنته القيادات التونسية المتعاقبة منذ سقوط نظام بن علي، وأعلنت الجزائر دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب التونسي وكل خياراته السياسية، إلى أن تمكن من اجتياز كل الاحتبارات السياسية التي مكنته مؤخرا من انتخاب مؤسساته الدستورية بكل حرية وديمقراطية. وقد استقبل الرئيس الباجي قايد السبسي خلال إقامته بالجزائر رئيس الحكومة عبد المالك سلال وعدد من المسؤولين، وتم التطرق خلال الزيارة إلى جملة من المواضيع الحساسة التي تهم البلدين على رأسها ملف التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين من أجل هزيمة الإرهاب، و بعث وتقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتوحيدالرؤى فييما يتصل بالموقف من بعض القضايا المطروحة إقليميا خاصة منها الموقف من الأزمة الليبية.