الهلال الأحمر ضمير الدولة وذراعها الإنساني والأمني وصفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس هيأتها بأنها ليست مجرد مؤسسة خيرية بقدر ما هي مكملة لمجهود الدولة، و قالت أنها تمثل ضمير الدولة وسندها بل وذراعها الانساني والأمني، في ظل تحد كبير تعيشه الجزائر، التي أصبحت تمثل مرجعا يقتدى به على المستويين الدولي والإقليمي في العمل الانساني والأمني. وقد برز النموذج الجزائري جليا وفق بن حبيلس في عملية الترحيل التي قامت بها الجزائر للرعايا النيجيريين استجابة لطلب حكومة بلادهم، وقد تمت العملية وفقا للمعايير المعمول بها دوليا، وهو ما جعل المنظمات الانسانية الدولية تنوه بما قامت به الجزائر التي فقدت أبناء لها، بالمناسبة أثناء أدائهم لهذا الواجب الانساني. غير أن ذلك لا ينسينا – كما تضيف – في الأطماع المتواصلة للقوى الكبرى التي تدخلت في الشؤون الداخلية للدول تحت ما يعرف ظلما بالربيع العربي غير أن نتائج ذلك هي اليوم غير خافية على أحد. سعيدة بن حبيلس في اللقاء المتوج لخرجتها الميدانية نهار أمس بولاية ميلة مع نشطاء الهلال والفاعلين من المجتمع المدني كشفت عن النوايا الخفية لبعض الجمعيات والهيئات الدولية، التي تريد تحقيق مطامع وأهداف سياسية تحت الغطاء الإنساني. من ذلك أن الفيدرالية العالمية للصليب الأحمر دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ونظرائها في دولتي النيجرومالي للقاء عقد بمدينة بروكسل وكان موضوعه أن الاتحاد الأوروبي خصص 100 مليون أورو كمساعدة لتنفيذ مشاريع تشمل شمال تلك الدولتين وجنوب الجزائر (منطقة تامنراست)، ولما رفضت الجزائر تلقي الشطر المبرمج لها من تلك الإعانة، لكون الجزائر غير محتاجة، ولها من الإمكانات ما يجعلها تتكفل بمواطنيها، وتفضليها قسمة مبلغ المئة مليون أورو بين دولتي النيجر و مالي أوقفت الفدرالية الصليب الأحمر الدولي صرف هذه الإعانة إلى اليوم، مما يؤكد حسب بن حبيلس أن الخلفية لم تكن الفعل الخيري الانساني. رئيسة الهلال الأحمر الجزائري دعت ممثليها عبر ولايات الوطن الى مواكبة الأحداث والتطورات والتواجد الميداني بالقرب من المواطنين لخدمتهم عند الحاجة، والبداية تكون بفتح فروع لهم عبر البلديات والقرى والمداشر كاشفة على أن الهلال الأحمر بصدد انجاز بطاقية وطنية وإعداد قوائم للفئات المحرومة حقيقة، بمساهمة أئمة المساجد وأعيان التجمعات السكنية، لضمان خلوها من المندسين الذين برغم وضعهم المادي المريح تراهم يستولون دون وجه حق على مساعدات الدولة وإعاناتها المالية والعينية على حساب اليتامى والأرامل، اللواتي يستفدن حاليا من إعانات مالية لا تتعدى 3000 دج، والتي لا تحفظ لهن كرامتهن وحقهن في العيش الكريم. و أضافت المتحدثة بأن الهلال الأحمر الجزائري يحضر حاليا لتنظيم يوم دراسي وطني تشارك فيه الوزارات والهيئات المعنية حول ما يعرف بالفئات المتشردة والعائلات والأشخاص الذين لا مأوى لهم لرصد الأسباب، وتقديم مقترحات حلول لمعالجة الظاهرة التي هي في حقيقة الأمر دخيلة على المجتمع الجزائري.السيدة بن حبيلس ختمت بأن الهلال الأحمر الجزائري الذي يستمد مبادئه من تراث هذه الأمة ومن المبادئ الانسانية التي دافع عنها مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر قبل ظهور الصليب الأحمر الدولي ظهر للوجود في عز أيام الثورة ( 1956) وقبل تشكيل الحكومة المؤقتة، هو مؤسسة وطنية إنسانية و ليس له إنتماء حزبي، حزبه الوحيد هو الجزائر، وأنه يرفض أن يستغل سياسيا من أي طرف كان غير أن موقفه يكون صارما لما تمس رموز الدولة وثوابتها.