تحيي نيجيريا اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الأولى لاختطاف 219 طالبة ثانوية من مدينة تشيبوك الواقعة شمال شرق البلاد من طرف جماعة بوكوحرام المتشددة التي تقف وراء أفضع المجازر في بلدان غرب إفريقيا، و أثارت حادثة اختطاف الفتيات من مدرسة ثانوية في تشيبوك اهتماما دوليا بهذه الأزمة الإنسانية، الناتجة عن أنشطة بوكو حرام العسكرية في أكبربلد منتج للنفط في أفريقيا. و قد اعترف الرئيس النيجيري الجديد محمد بوخاري اليوم بمناسبة هذه الذكرى الأليمة بأنه لا يستطيع أن يعد بالعثور على 219 تلميذة خطفن في شيبوك منذ سنة كاملة من قبل جماعة بوكو حرام، لكن سيبذل كل ما بوسعه لتحرير الطالبات و هزيمة هذه الجماعة المتشددة ،موضحا بأن مكان احتجاز الفتيات غير معلوم و أنه يحاول أن يعثر عليهن، فيما قال لأولياء و عائلات و كذا أصدقاء الطالبات بأن حكومته ستقوم بواجبها لإعادتهن إلى بيوتهن . هذا و قد أعلنت الرئاسة والجيش النيجيريين منتصف أكتوبر الماضي عن التوصل إلى وقف إطلاق النار مع جماعة بوكو حرام، متوقعين الإفراج عن رهائن شيبوك، لكن المواجهات لم تتوقف، كما أن عمليات خطف جديدة وقعت في الأسابيع الفارطة في شمال شرق البلاد الذي يشكل معقلا للمتمردين. في ذات السياق أفادت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء في تقرير بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاختطاف الطالبات بأن جماعة بوكو حرام النيجيرية، خطفت ما لا يقل عن 2000 فتاة وامرأة منذ بداية عام 2014، كما أجبرت العديد منهن على الزواج فيما تتعرض أخريات للإغتصاب و للتدريب على القتال، كما تعرضت المنظمة في هذا التقرير المعنون ب" مهمتنا أن نطلق النار، نذبح ونقتل: عهد إرهاب بوكو حرام" إلى الأساليب الوحشية المستخدمة من قبل الجماعة المسلحة في شمال شرق نيجيريا، حيث يتم تجنيد الرجال والشبان بشكل منتظم أو يتم إعدامهم بشكل منهجي . ومن جهة أخرى أفاد تقرير صادر عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" أمس الإثنين بأن 800 ألف طفل أرغموا على ترك منازلهم في شمال شرق نيجيريا بسبب الصراع الدائر في المنطقة مع جماعة "بوكو حرام" المتشددة، موضحا بان عدد الأطفال اللاجئين قد تضاعف خلال العام الماضي بسبب فرارهم إلى تشاد و النيجروالكاميرون و كذا إلى مناطق داخل نيجيريا، حيث أوضحت المنظمة بإن جماعة "بوكو حرام" تستخدم الأطفال كمقاتلين فيما تجبر النساء و الفتيات على الزواج، مشيرا إلى انه غالبا ما يتعرض الأطفال الفارون من العنف لضغوط نفسية شديدة ويفقدون الصلة بأسرهم ويصبحون بمعزل عن التعليم والرعاية الصحية. من جهته أفاد مانويل فونتين المدير الإقليمي لليونيسيف لشؤون غرب و وسط أفريقيا أن العشرات من الفتيات و الشباب المفقودين في نيجيريا اختطفوا و جرى تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة و استخدامهم كدروع بشرية، فيما يضطر بعضهم للفرار من العنف. و كان زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو قد هدد في وقت سابق عقب اختطاف الفتيات في شريط فيديو بالبدء ببيعهن مقابل 12 دولارا لكل واحدة منهن و تزويجهن بالقوة، و قال بأن هناك إمكانية مبادلتهن مع سجناء من جماعته، فيما تضاربت أنباء حول احتمال نقلهن إلى تشاد و الكاميرون أين سيتم بيعهن ،و أوضح زعيم الجماعة بأن الهدف من وراء خطفهن هو توقيف التربية الغربية منتقدا بذلك الديمقراطية و التعليم الغربي الذي يلقن في المدارس ،مشيرا في ذات السياق إلى أن عدد من الطالبات تمكنن من الفرار. للإشارة فإن هذه الجماعة المتشددة تسببت في مقتل الآلاف منذ بدء تمردها في 2009 من خلال هجمات استهدفت المدارس والكنائس والمساجد ورموز الدولة وقوى الأمن، ولكن عملية الخطف الجماعية هذه التي استهدفت فتيات تعد تصرفا غير مسبوق، منذ نشأة هذه الجماعة المسؤولة عن مقتل 1500 شخص منذ مطلع 2014 .