اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين بتغريدات غاضبة من قبل مصريين طالبوا من خلالها بإقالة وزير العدل المصري محفوظ صابر، و ذلك عقب التصريح المثير الذي أدلى به في حوار خص به برنامج " البيت بيتك " مساء أمس الأحد عبر القناة التلفزيونية " تان المصرية " ، حيث قال أن إبن عامل النظافة لا يمكنه أن يصبح قاضيا ، لأن بيئته و وسطه الإجتماعي غير مناسبين لطبيعة هذا العمل النبيل، موضحا بأنه لو أصبح قاضيا سيتعرض لأزمات نفسية مختلفة كالاكتئاب . و قد دعا نشطاء و سياسيون لإقالة وزير العدل المصري بعدما سخر من مهنة "عامل النظافة " ،حيث اعتبروا أن تصريحاته تتنافى مع مبدأ المساواة و تكافؤ الفرص التي ينص عليه الدستور المصري، فيما تقدم مدير مركز الحقانية للمحاماة و القانون المحامي محمد عبد العزيز ببلاغ للنائب العام المستشار هشام بركات يتهم فيه وزير العدل بارتكاب جرائم التمييز و العنصرية و إهانة طائفة من الشعب المصري ، حيث أوضح ذات البلاغ بأن هذه التصريحات تعد جريمة وفقا للدستور و قانون العقوبات و كذلك المبادئ التي أرستها المحاكم و آخرها المحكمة الإدارية العليا في الحكم الصادر بتاريخ 22 مارس 2014 الذي أشار في حيثياته إلى غلق باب الوساطة و المساواة بين أبناء الشعب المصري ، و ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنيين في تولي الوظائف العامة و المكفولة لهم دستوريا ، حيث تنص المادة 51 من الدستور المصري على أن " الكرامة حق لكل إنسان، و لن يجوز المساس بها ، و تلتزم الدولة باحترامها و حمايتها"، كما تنص المادة 53 على أن المواطنين لدى القانون سواء ، و هم متساوون في الحقوق و الحريات و الواجبات العامة ، و لا تمييز بينهم بسبب الدين ،أو العقيدة، أو الجنس،أو الأصل ،أو العرق ،أو اللون ،أو اللغة ،أو الإعاقة ،أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء الجغرافي و السياسي أو لأي سبب آخر ، كما أفاد البلاغ أن المادة الثانية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق و الحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، و لا سيما التمييز بسبب العنصر ، أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسيا كان أم غير سياسي ، أو الأصل الوطني أو الإجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر، كما ورد في الفقرة الثانية من المادة 21 بأنه لكل شخص، بالتساوي مع الآخرين ، حق تقلد الوظائف العامة في بلده ، موضحا بأنه يعاقب بالحبس بحسب المادة 176 مدة لا تتجاوز السنة كل من حرض بإحدى الطرق المتقدم ذكرها . من جهته طلب نقيب عمال النظافة شحاتة مقدس وزير العدل بالعودة إلى بنود الدستور و قراءتها، فهو حسبه لا يميز بين طبقات الشعب ، موضحا بأن هذه المهنة محترمة و هي من تساعد أمثال الوزير على التخلص من قماماتهم ، فيما تناقلت بعض الوسائل الإعلامية بأن الوزير طلب الإعتذار من نقيب عمال النظافة الذي قبلها بدوره طالبا في ذات الوقت بأن يعتذر بشكل رسمي . في المقابل أشعل رواد موقع التواصل الإجتماعي تويتر صفحاتهم بتغريدات بعدما أثار تصريحه غضب العديد من المصريين ، طالبوا من خلالها بإقالة وزير العدل المصري من منصبه ، حيث كان من أبرز المغردين نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي الذي قال بأنه عندما يغيب مفهوم العدالة عن الوطن لا يبقى شيئ و هذا ينذر بخطر ، مضيفا بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نص على أن لكل شخص بالتساوي مع الآخرين له الحق في تقلد الوظائف العامة في بلده، كما غرد أحد رواد تويتر قائلا : " ابن عامل النظافة لا يمكنه أن يعمل قاضيا ، لا كنه يستطيع أن يدافع عنكم في سيناء و يموت من أجلكم " ، فيما أضاف آخر قائلا : " المفروض أن يحذفوا عبارة العدل أساس الملك ، و يعوضوها بالورث أساس الملك ".