نجح العائد إلى أحضان الخضر رياض بودبوز في فك العقدة، حيث بصم سهرة أمس على عودة قوية إلى المنتخب الوطني، بعد أن غيبه عنه الناخب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش لمدة 3 سنوات، وهذا بسبب القضية التي اصطلح على تسميتها بقضية «الشيشة»، وهي الحادثة التي جعلت التقني البوسني يحرم لاعب نادي باستيا الفرنسي من التواجد ضمن التشكيلة الوطنية- التي كان آخر لقاء له معها، أمام منتخب كوت ديفوار سنة 2012، أين ضيع ضربة جزاء-، في مونديال البرازيل وكذا «كان 2015» بغينيا الاستوائية. بودبوز عاد من الباب العريض، وهذا من خلال فنياته ومراوغاته القاتلة التي عودنا عليها، ناهيك عن الدقة العالية في الكرات الثابت، والتمريرات الدقيقة، والتي كانت إحداها من كرة ثابتة (ضربة ركنية)، وراء الهدف الثاني الذي سجله هلال سوداني، والانطلاقة من وسط الميدان للقطة الفنية الجماعية، والتي أثمرت الهدف الرابع الذي حمل توقيع نبيل بن طالب. خريج مدرسة سوشو وقبل أن يستغل فرصة غياب زميليه براهيمي وفغولي اللذين كان يراهن عليهما غوركوف في التنشيط الهجومي، في محاولة للتأكيد للأخير بأنه قادر على صناعة اللعب، والتنشيط على الرواقين الأيمن تارة والأيسر تارة أخرى، وأنه بالإمكان الرهان عليه هو الآخر، في قيادة الخضر إلى نهائيات «كان 2017» المقررة بالغابون، كان تألقه أمس أمام منتخب السيشل لحساب مباراة التدشين لتصفيات المجموعة العاشرة، عبارة عن رسالة مباشرة وغير مشفرة للناخب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش، والتي مفادها بأنه كلاعب دولي لم ينته رغم طول الغياب عن المنتخب، وأنه مازال يتمتع بإمكانياته الفنية والبدنية، التي كانت وراء إقناع الناخب الأسبق الشيخ رابح سعدان، والذي وجه له الدعوة لأول مرة يوم 4 ماي 2010 في تربص كرونس مونتانا. رسالة بودبوز ترجمت ميدانيا، حيث كان أمس «دينامو» حقيقي لخط هجوم الخضر، إلى جانب رياض محرز، حيث كان بمثابة السم القاتل لدفاع السيشل الذى عانى من مراوغاته، كما كان وراء انطلاق كل الهجمات، من خلال تمريراته الميليميترية وكراته من الجناحين. مردود أسعد الناخب الوطني غوركوف، الذي لم يتوان في الإشادة به، على أمل أن يحافظ بودبوز على نفس الإمكانيات في بقية تصفيات العرس الكروي القاري، الذي يبقى عشاق الخضر يترقبون التتويج بلقبه الثاني.