شهد حي السيلوك بقسنطينة صباح أمس وقوع حادث مأساوي، أدى إلى وفاة عاملين في الثلاثينيات من العمر، لقيا مصرعهما بعد سقوطهما من الطابق العاشر لعمارة الضمان الاجتماعي، و ذلك بعد انفلات إحدى بكرتي المنصة التي كانت تحملهما خلال قيامهما بدهن العمارة، و قد خلف الحادث صدمة كبيرة و استياء وسط السكان. الحادثة وقعت حوالي الساعة العاشرة و النصف صباحا، و حسب ما ذكره بعض السكان بعين المكان فإن المعنيين، توفيا مباشرة بعد سقوطهما من علو عشرة طوابق، مؤكدين بأن بعض الأشخاص شاهدوا العاملين و هما يسقطان نحو الأرض، و قالوا بأن أحدهما تشبث للحظات بالحبل قبل أن يسقط، ليسارع مجموعة من الأشخاص نحو مكان وقوعهما خلف العمارة رقم 5، فوجداهما قد فارقا الحياة، فيما أكدوا بأن عاملا ثالثا كان على الأرض، أصيب بصدمة و نقل إلى المستشفى بعد أن شاهد الحادثة. و ذكرت خلية الاتصال بالحماية المدنية بأن سبب السقوط هو انفلات أحد بكرتي المنصة التي كانت تحملهما، مما أدى إلى سقوطهما مباشرة في الهواء، لأنهما لم يكونا مربوطين إلى حبل الأمان، و حسب نفس المصدر فإن إجراءات السلامة المعمول بها في مثل هذه الورشات كانت غائبة تماما في هذه الحادثة مما جعل من فرص نجاتهما منعدمة. نفس الأمر أكده لنا بعض العمال الذين وجدناهم في عين المكان، و الذين ذكروا بأنهم يعملون في العمارة المجاورة، مؤكدين لنا بأن العاملين لم يكونا ليسقطا، لو كانا مرتديين الأحزمة التي يتم ربطها إلى الحبل الذي يتم تثبيته بأعلى العمارة، موضحين بأن هذه الطريقة تضمن عدم السقوط في حال انفلات بكرات المنصة. و حسب ما علمنا من بعض السكان فإن أحد العاملين يدعى (ب صالح) في 37 من عمره، يقطن بحي الحطابية، و هو متزوج و أب لخمسة أطفال، و هو صاحب مقاولة صغيرة للمناولة، لدى الشركة المكلفة بالمشروع و هي مؤسسة خاصة، أما الشخص الثاني و الذي يقطن بعين اسمارة، في 35 من العمر، يدعى رشيد. و بعد وقوع الحادث تدخلت فرقة من الحماية المدنية مختصة في التسلق، قامت بسحب المنصة التي بقيت تتدلى في الهواء، مشكلة خطرا على السكان. و قد سادت حالة من الصدمة و الحزن بين السكان، الذين أكدوا استياءهم من الظروف الخطيرة التي يعمل فيها العمال، الذين يشتغلون حسبهم منذ أزيد من سنة على إعادة الاعتبار لعمارات السيلوك، و التي تدخل ضمن مشاريع التحسين الحضري للمدينة، مؤكدين بأنهم حذروا في عدة مرات من وقوع مثل هذه الحوادث، و قالوا بأنه سبق لأحد العمال الإصابة بكسور بعد سقوطه قبل نحو ستة أشهر من الطابق الأول.