الجزائر أصبحت ممثلة في كل الهيئات الكروية الدولية لا يختلف إثنان في كون الحاج محمد روراوة تمكن من فك العقدة التي لازمت الشخصيات الكروية الجزائرية لعقود طويلة من الزمن، لأن هذا الرجل حقق الحلم الذي لم يكن يراود الجزائريين أبدا، لأن ضمان تواجد شخصية وطنية ضمن تركيبة الهيئة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم أمر لم يكن يخطر ببال أحد، بحكم أن الجزائري لا يتوفر على الجرأة الكافية التي تدفعه إلى خوض معترك الإنتخابات بحثا عن مقعد في أعلى هيئة كروية عالمية، لكن روراوة يبقى أفضل سفير للتمثيل الكروي الجزائري دون منازع، لأنه إقتحم الهيئات الكروية القارية و الإقليمية عبر بوابة الإتحاد الإفريقي، حيث ظفر بصفة العضوية في المكتب التنفيذي للكاف خلال العهدة الجارية، و كسب ود وثقة الرجل الأول في القارة عيسى حياتو الذي أصبح صديقه الحميم، و هذا بفضل النزاهة والجدية في العمل، على إعتبار أن روراوة تمكن و في ظرف قياسي من ترك بصمته بصورة جلية في العديد من القضايا الساخنة في القارة الإفريقية، منها على وجه الخصوص ملفات الطوغو، كينيا و نيجيريا، كون المكانة المرموقة التي يحظى بها سمحت له بالحسم في كل القضايا العالقة، و كان دوما ممثل " الكاف " الأكثر تواجدا في كل الإتحاديات الوطنية التي تطفو فيها مشاكل و صراعات داخلية. روراوة الذي يعد ثاني شخصية جزائرية تظفر بصفة العضوية في المكتب التنفيذي للكاف بعد محمد معوش، لم يفوت فرصة تواجده في منصب إقليمي وسعى إلى استغلال الخبرات الجزائرية لخدمة مصلحة الكرة في القارة السمراء، مادامت عقدة الترشح ظلت تلاحق الجزائريين، رغم حنكتهم الكبيرة في التسيير الكروي، و عليه فقد قام بإدراج سبعة جزائريين أعضاء في اللجان الدائمة للإتحاد الإفريقي لكرة القدم من بينهم لكارن، مشرارة، زرقيني، حداج و الزميل الإعلامي يزيد وهيب، كما أنه نصب خمسة أعضاء كأعضاء في اللجان الدائمة للفيفا، و ذلك بعد تنصيبه على رأس اللجنة القانونية لذات الهيئة، لكن هذه الإنجازات لم تثن من عزيمة هذا الرجل، الذي واصل رفع المشعل لضمان التمثيل الجزائري المشرف في كل الهيئات الكروية، بدليل أنه حصل على تزكية مطلقة في إنتخابات إتحاد شمال إفريقيا، و أصبح أول رئيس لهذه الهيئة، لتكون الخطوة الموالية قراره القاضي بالترشح لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، وهو القرار الذي كان بمثابة تحد كبير للجزائريين، فكانت ثمار هذه المغامرة كسب الرهان، وضمان تواجد التمثيل الجزائري في أعلى هيئة كروية على الصعيد العالمي، رغم أن عجلة الزمن و إن عادت بقليل إلى الوراء بنحو عقد واحد تكشف بأن الجزائريين كانوا غائبين كلية في تركيبة مختلف الإتحاديات، و الفضل يعود لروراوة الذي يبقى أفضل سفير لكرة القدم الجزائرية، كونه يشغل رئيس إتحاد شمال إفريقيا، و عضو المكتب التنفيذي للكاف، إضافة إلى منصب نائب رئيس الإتحاد العربي، لكن دخوله تركيبة المكتب التنفيذي للفيفا يبقى إنجازا تاريخيا للكرة الجزائرية، بعدما كان الرجل قد ساهم في تحقيق إنجاز آخر للمنظومة الكروية الوطنية، لأنه وضع بصمته في عودة " الخضر " إلى المونديال بعد غياب دام نحو ربع قرن من الزمن.