عاد أمس الطفل أمين ياريشان إلى أهله سالما معافى، وفي صحة جيدة بعد أن تمكنت مصالح الدرك الوطني بالجزائر العاصمة فجر أمس الاثنين من تحريره من خاطفيه، حيث عثرت عليه، داخل إحدى الفيلات بحي ‹› لافيجري ‹› ( المحمدية ) في الحراش بعد مرور قرابة أسبوعين على اختفائه، وذلك بعد عدة أيام من التحريات السرية المكثفة والتحقيقات المتواصلة والتي استخدمت فيها أساليب تقنية متطورة. وتبين أن الخاطف يدعى امين يبلغ 29 سنة من العمر وهو صديق والد الطفل المخطوف منذ الطفولة. ويشار إلى أن الطفل أمين هو وحيد والديه المطلقين ووالده هو رجل أعمال ووكيل سيارات فخمة بدالي إبراهيم ويعيش أمين مع والده وجدته التي تتكفل برعايته. فوسط حضور كبير لأهل وأقرباء الطفل أمين وجيرانه إلى جانب حشود كبيرة من المواطنين المتضامنين الذين تقاطروا على حي 11 ديسمبر بدالي ابراهيم، أحضر رجال الدرك الوطني ‹› أمين ‹› في حدود الساعة الثانية بعد الظهر وسط موكب كبير أعاد البهجة والحيوية لعائلة الطفل ولكافة الحي الذي عمه الحزن على مدى 13 يوما. و غص بيت عائلة الطفل أمين في الفيلا رقم 57 بحي 11 ديسمبر في دالي ابراهيم عن آخره بالأهل والأقارب والجيران كما غصت كل جنبات البيت بالمتضامنين الوافدين من كل مكان وحضرت وسائل الإعلام بقوة لتغطية الحدث بعد ذيوع خبر عثور مصالح الدرك على الطفل أمين حيا يرزق وسماع صوته في الهاتف. كان الجميع ينتظر عودة ‹› أمين ‹› الذي لم يتجاوز بعد الثماني سنوات من العمر، في أجواء من البهجة تعلوها الزغاريد والهتافات وطلقات البارود و›› وعزف فرقة موسيقية، وكانت كل الأعناق مشرئبة نحو الطريق الذي يتوسط الحي تترقب لحظة وصول الطفل المحرّر، وكان كل من نسأله عن الجديد، يجيب ‹› أمين عائد إنه بخير ‹› ومن حين لآخر يخرج الجد وتخرج الجدة للحديث إلى رجال الإعلام،،، لقد خرجت الجدة أول مرة وأسارير من البهجة تملا محيّاها مصرّحة « لقد اتصل بي صغيري هذا الصباح وقال إنه بخير وهو الآن عند الدرك›› وكانت مفاجأة الجميع كبيرة عندما أكدت حسب المعلومات المستقاة من مصالح الدرك ‹› إن أحد مختطفي أمين كان صديقاً لوالده وكان يشارك في المسيرات التضامنية التي أطلقتها العائلة›› وهو نفس ما أكده جده للنصر.وأضافت الجدة ‹› لقد خدعنا الخاطف، حيث كان يتردد على بيتنا ويتناول أكلنا وشرابنا وكنا نعتقد أنه مصدر ثقتنا قبل أن يخدعنا جميعا بخطف فلذة كبدنا أمين، متوجهة بالشكر لكل الجزائريين الذين تضامنوا مع العائلة. وقال جد أمين مصرحا للنصر « لقد كنا متأكدين من أن الخاطف هو أحد من معارف العائلة من قريب أو من بعيد ولكننا لم يكن يساورنا أدنى شك في أن يكون ‹›هذا المجرم›› صديق والد أمين الذي كنا نعده واحدا من أفراد العائلة وقد كان طيلة مدة اختفاء أمين بيننا بل وكان يشجعنا على ضرورة دفع الفدية للخاطفين إن طلبوها. وطالب كل من جد وجدة أمين من العدالة بالحكم ‹› بالإعدام ‹› على خاطفي أمين وكذا على كل خاطفي الأطفال. وترددت أخبار متطابقة في عين المكان بأن الخاطفين طلبوا فدية ب 30 مليار سنتيم، قبل أن تكتشف مصالح الدرك مكان احتجازهم الطفل باستعمال أساليب متطورة في كشف أماكن تواجد من يحمل شريحة الهاتف التي تأتي منها الرسائل النصية القصيرة ‹› أس أم أس››. وكان الطفل أمين الذي اختفى من أمام منزله في 21 أكتوبر الفارط عندما كان يهم للذهاب لمدرسته قد تم استرجاعه من طرف عناصر الدرك الوطني حسب مصادر من قيادة الدرك ‹›حيا يرزق»، ذلك في أعقاب خطة محكمة مكنت من توقيف عدد من المتورطين. وبحسب ذات المصدر فمنذ الساعات الأولى لخبر اختفاء الطفل أمين تم فتح تحقيق في القضية من طرف عناصر الدرك الوطني التي أكدت أنها لم تدخر أي جهد في البحث عليه، كما تم تمديد التحقيق من العاصمة لولايات أخرى حيث جرت عدة عمليات تفتيش لمنازل أشخاص يشتبه ضلوعهم في الحادثة. من جهته أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس أن التحقيق لا يزال متواصلا لتوقيف جميع أعضاء العصابة التي تورطت في جريمة اختطاف الطفل، موضحا في بيان سلمه لوكالة الأنباء الجزائرية أن العصابة الإجرامية التي تورطت في هذه الجريمة كانت تطلب من أهل الضحية تقديم فدية لإطلاق سراح الطفل. وأضاف ذات المصدر أنه عثر على الطفل في نواحي المحمدية بالحراش والذي كان محتجزا داخل منزل كان محل تشميع بسبب قضية مخدرات تورط فيها صاحبها منذ عدة سنوات وكان برفقة أحد الجناة الذي هو من معارف أب الضحية.